تمكن ''داربي'' فرنسا الذي عادة ما يجمع فريق الجنوب أولمبيك مرسيليا بنادي العاصمة باريس سان جيرمان، من حجز مكانة له ضمن أقوى وأشهر ''الداربيات'' الأوروبية خلال العشريات الأخيرة، وذلك لما لهذه المواجهة من خلفيات وأبعاد تعدت الجانب الرياضي لتشمل السياسة وحتى جوانب من تاريخ فرنسا المعاصرة. معروف عن هذا ال ''داربي'' طغيان النكهة المغاربية عليه بالنظر للأعداد الهائلة من أنصار دول المغرب العربي الذين يعشقون الفريقين، خاصة من بلدان شمال إفريقيا كالجزائر المغرب وتونس وحتى بلدان عربية وافريقية أخرى. تغطية إعلامية كبيرة والرقم القياسي سنة 1991 ويحظى ''الداربي'' الفرنسي كل موسم بتغطية إعلامية كبيرة بعد أن تصاعدت شهرة ذلك اللقاء بوتيرة متسارعة مع مر السنين. وكان عدد متتبعي ''الداربي'' الفرنسي قد بلغ سنة 91 ,1991,2 مليون مشاهد على قناة ''كنال +'' وهو رقم قياسي لم يسبق وإن سجل في تاريخ البطولة الفرنسية لكرة القدم. قدوم بيرنار تابي إلى مرسيليا غذى الصراع ويعد قدوم رجل الأعمال الشهير بيرنار تابي لقيادة فريق اولمبيك مرسيليا كرئيس، من بين أهم العوامل الرئيسية التي زادت من حدة الصراع بين ''لووام'' و''ال بي .أس .جي'' إذ عمل هذا الرئيس على البحث عن منافس جديد لفريق الجنوب بعد أن أضحت فرق مثل بوردو وسانت ايتيان غير قادرة على مجاراة اولمبيك مرسيليا. وكان الرئيس الشهير منذ قدومه سنة 1986 قد عمل على ترسيخ فكرة تواجد ناد آخر كمنافس شرس ولذوذ لمرسيليا في محاولة لشحن بطاريات لاعبيه، وهي الفكرة التي حملتها حتى الأجيال التي أعقبت الفريق الذهبي لمرسيليا الذي ضم مع بداية التسعينيات نجوم شهيرة كالألماني فولر والانجليزي وودل والغاني إبيدي بيلي والدوليين الفرنسيين لوران بلان ودوسايي وغيرهما. ''كنال +'' حوّلت ''الداربي'' إلى ماركة مسجلة من جهتها، ساهمت قناة ''كنال +'' الفرنسية في جعل ''الداربي'' الفرنسي ''ماركة مسجلة'' خاصة بعد أن تكفلت القناة الشهيرة بأمور النادي الباريسي، بدءا من سنة 1991 في محاولة من مالكيها الخفض من حدة الكراهية والصراع بين الناديين وكذلك لجعل اللقاء الموسمي طبقا شهيا يقدم لهواة الكرة المستديرة بدلا من لقاء أولمبيك مرسيليا وبوردو الذي أفل نجمه مع نهاية الثمانينيات. سنة 1975 بداية لأحداث عنف بالجملة وكانت مباريات ''الداربي'' الفرنسي قد شهدت العديد من الأحداث المؤسفة التي تولد عنها إصابة المئات من الأنصار من الجانبين وحتى رجال الأمن وذلك بالنظر لتعصب كل طرف لفريقه وتغذية العديد من وسائل الإعلام للصراع، من خلال تسمية ''الداربي'' بمواجهة بين الشمال والجنوب. وكانت البداية الحقيقية لأعمال العنف من مدرجات ملعب ''الفيلودروم'' عشية 09 ماي 1975 حين منع أنصار ''لو وام'' لاعبي النادي الباريسي من مغادرة أرضية الميدان خلال مواجهة الدور ربع النهائي من منافسات كأس فرنسا، قبل أن يلحقوا أضرارا جسيمة بالحافلة المقلة ل ''البي .أس .جي''. وكان مناصر من مرسيليا قد أصيب بشلل كلي سنة 2000 حين تعرّض للرشق بسياج حديدي من أعلى المدرجات المخصصة لمناصري فريق العاصمة. كما سبق للعديد من الملاعب وأن شهدت أحداثا دامية بين مناصري الفريقين تسببت في إصابة المئات من الأشخاص. ''الداربي'' قسّم الجالية المغاربية إلى نصفين وكان للداربي الفرنسي دور كبير في انقسام الجالية المغاربية على وجه التحديد بين مناصر للفريق الباريسي ومؤيد لفريق الجنوب، رغم أن الغلبة تميل إلى اولمبيك مرسيليا لأسباب تاريخية اجتماعية وجغرافية. وتظهر الأعلام المغاربية خاصة الجزائرية منها بقوة خلال كل ''داربي'' فرنسي موسمي بين الناديين. كما سبق للشرطة الفرنسية وأن أخضعت العديد من العرب من الدول المغاربية للاستجواب بمقرات الأمن، خاصة أولئك الذين يقطنون بالأحياء المصنفة في خانة الساخنة. جمال بلماضي الجزائري الوحيد الذي حمل ألوان الناديين ويعد المدرب الحالي لفريق لخويا القطري والدولي الأسبق جمال بلماضي، اللاعب الجزائري الوحيد الذي حمل ألوان كل من باريس سان جيرمان 92/96 وأولمبيك مرسيليا 2000/2003 نجح في هز الشباك مع نادي الجنوب خلال تسع مناسبات مقابل ولا هدف لفائدة النادي الباريسي. وكان بلماضي خلال فترة حمله لألوان ''لووام'' قد قام بلقطة طريفة تناقلتها مختلف وسائل الإعلام العالمية عندما رد على أحد المناصرين الذين انتقدوه على طريقته وذلك برميه حذائه الرياضي أمام دهشة الآلاف ممن حضروا تلك المواجهة.