يرى رئيس جبهة الخلاص الوطني السورية، السيد صلاح عياش، بأن الأعداد الهائلة التي تظاهرت بمختلف المدن السورية في جمعة ''أحفاد خالد'' تؤشر على أن الثورة الشعبية ضد النظام الحاكم في سوريا قد بلغت نقطة اللارجوع، وفي نفس الوقت أكدت هذه الجموع بشعارات تضامنها مع سكان مدينة حمص، أن الشعب السوري أبعد ما يكون عن الطائفية، وبالتالي فهو شعب وحدوي وموحد، وهو ما يعني بالضرورة أن مؤشرات الطائفية التي يحاول البعض الترويج لها هي من صنع النظام الذي يبحث بكل الوسائل لتجنب مصيره المحتوم. مؤشر آخر يؤكد حقيقة أن انتفاضة الشعب السوري قد بلغت نقطة اللارجوع، حسب رؤية السيد صلاح عياش، هو ظاهرة تمرد عساكر من الجيش السوري والتحاقهم بصفوف المعارضة، وهي ظاهرة، كما يقول محدثنا، آخذة في التمدد والانتشار. ويجزم رئيس جبهة الخلاص الوطني السورية بأن تجاوز عسكريين لحاجز الخوف والتردد من أهم وأخطر الظواهر التي تهدد وتخيف النظام الحاكم في دمشق. ورغم كل هذه التطورات، يقول السيد صلاح عياش، بأن الصراع في سوريا بين الشعب والنظام سيطول، وهذا من خلفية أن إسقاط أي نظام يتطلب في حدوده الدنيا ثلاثة عوامل: أولها الرغبة والتحرك الشعبيين، وثانيها الدعم الإقليمي، أما ثالثها فالعون الدولي، وفي الحالة السورية المتوفر حاليا هو التحرك الشعبي فقط، لذلك فالمعركة ستطول. ويقول رئيس جبهة الخلاص الوطني السورية بأن الدعم الإقليمي للانتفاضة السورية يكاد يكون معدوما، ''فحتى تركيا تراجعت عن دورها الإيجابي وتحمسها الذي تميزت به بعيد اندلاع الأحداث''. وهنا يكشف محدثنا أن اللاجئين السوريين على الأراضي التركية يعانون كثيرا نتيجة لتوقف دعم الحكومة التركية لهم، وتجاهلها للمطالب الإنسانية، ''أما بالجارة الأردن، فحكومة المملكة تتجنب حتى توفير العلاج والخدمات الصحية لخمسة آلاف عائلة نزحت من منطقة حوران. وإذا كانت الحكومة الأردنية تتجنب توفير العلاج، فهل ننتظر منها أن تقدم لها خدمات إنسانية أخرى''، يتساءل السيد صلاح عياش. أما الدعم الدولي فلا يكاد يختلف في شيء عن العون الإقليمي، وهنا يستغرب محدثنا عن سر المساندة السياسية والدبلوماسية الأمريكية خصوصا والغربية عموما للشعبين التونسي والمصري خلال ثورتيهما، ثم تباطأ وتثاقل هذا الدعم للشعب اليمني وغيابه تماما عن الشعب السوري، وهنا يقول السيد عياش بأن مطالبة الرئيس الأمريكي الرئيس المخلوع حسني مبارك ب''الرحيل الآن'' عجلت بإسقاط النظام المصري وجنبت مصر والشعب المصري خسائر إضافية في الأرواح والأموال. ورغم هذا يخلص محدثنا إلى أن الشعب السوري قادر على شق طريقه نحو التحرر والتخلص من الاستبداد وسينال حريته في كل الحالات، لكن مع هذا تبقى المسؤولية الأخلاقية في عنق الشعوب الشقيقة وحكوماتها، خاصة دول الجوار وفي عنق الدول الكبرى. ويوضح محدثنا بأن الدعم المطلوب هو على الأقل المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، خاصة وأن المعارضة السورية غير قادرة من الناحية المادية على تقديم الخدمات والمساعدات لمحتاجيها المنتفضين في سوريا والنازحين إلى دول الجوار.