تشهد الساحة اليمنية خلافات بين شباب الثورة والمعارضة، ممثلة بتكتل اللقاء المشترك، حول العمل السياسي والثوري إثر الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من قبل تكتل شبابي، حيث ردت المعارضة بالإعلان عن مجلس وطني. وجاء إعلان مجلس انتقالي خطوة جريئة من قبل اللجنة التحضيرية لشباب الثورة بساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، وتضع قيادات المعارضة في موقف محرج وتخلق صراعات داخلية بينهم، وهو ما جعل المواقف بين رجال السياسة وبين شباب الثورة تتفاوت في التعاطي مع الوضع الحالي وتدفع بالثوار إلى الجمع بين العمل الثوري والسياسي. وبعد أيام من ذلك أعلن 12 تكتلا شبابيا من الثوار عن تشكيل مجلس ثوري ما زاد من توسع الخلافات بين شباب الثورة مع كافة تكتلاتها وبين المعارضة التي تسعى لاستيعاب الشباب في ساحات الاعتصام. ويرى عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية، فخر العزب، في تعليقه على هذه المستجدات ل''الخبر'' بأن: ''تحوّل معظم الكيانات الشبابية في ساحات الحرية وميادين التغيير من ممارسة العمل الثوري إلى ممارسة العمل السياسي في ظل العقلانية الزائدة للمعارضة السياسية، قد أخّر نجاح الثورة، ما أدى إلى إصابة بعض الشباب باليأس وانشغالهم بالقضايا السياسية التي يجب أن تكون من عمل السياسيين''. واعتبر فخر العزب: ''إن العلاقة بين الشباب والمعارضة ساءت بعض الشيء في الفترة الأخيرة نتيجة وجود بعض القناعات بأن الأحزاب هي سبب تأخير حسم الثورة، من خلال ممارستها للعمل السياسي في ظل الفعل الثوري وكذلك قبولها للمبادرة الخليجية التي أطالت عمر النظام''. ودعا كافة الأطراف من مناهضي النظام إلى رص الصف والعمل على إسقاط فلول النظام الذي ما زال قابضاً على السلطة. من جانبه يرى رئيس اللجنة الإعلامية للتحالف المدني، أحمد الزكري، أن توحيد صفوف الثوار والاتفاق على برنامج تصعيد جماعي يعتبر ضامنا لاستمرار الثورة السلمية وعدم انجرارها إلى العنف، مع تبني خطاب إعلامي يفضح بقايا النظام ويستقطب الأغلبية الصامتة إلى الثورة. ودعا الجميع إلى ''توحيد الصف بأن تُراجع أحزاب المعارضة أداءها بجدية في الساحة، مادامت قد تصدرت القيادة، على أن يؤدي ذلك إلى تجاوز السلبيات السابقة''. في حين دافع القيادي المعارض، عبد السلام رزاز عن فكرة المعارضة بتشكيل مجلس وطني وقال إن: ''الثورة سيصبح لها مجلس قيادي واحد''. وفي ما يتعلق بالمجلس الانتقالي الذي أعلن عنه من قبل أحد مكونات الثورة في العاصمة صنعاء، اعتبره تكتل المشترك والمكونات الأخرى اجتهادا قابلا للنقاش''. وأشار رزاز إلى ''أن إعلان المجلس الانتقالي لم يشكل إزعاجا، بل اعتبرناه مقترحا ورأيا في إطار تعدد الآراء في الساحات''. وتمنى من كافة مكونات الثورة، خاصة الشباب، العمل تحت سقف واحد وهدف واحد وهو إسقاط النظام وعدم التحامل على المعارضة التي تسعى جاهده معهم لإسقاط بقايا النظام، نافيا سعي المعارضة للاستيلاء على ثورتهم أو إجهاضها عبر المفاوضات. من جهته قال الشاب وليد قاسم من الثوار الشباب: ''يجب على المعارضة الاستماع لمطالب الشباب والجلوس معهم وإشراكهم في اتخاذ أي قرار يخدم الثورة الشعبية السلمية''. أما الشاب ناصر فرحان فهاجم تكتل المعارضة جراء تشكيل مجلس وطني دون إشراك الشباب، وقال ل''الخبر'': ''إن المعارضة تتعامل مع شباب الثورة مثل الحيوانات لا تحترم مدى تضحياتهم خلال الستة الأشهر لانطلاق الثورة اليمنية ومعاناتهم وهم مرابطون في الساحات''، مشيرا إلى أنه في حال استمر تعامل المعارضة على أنهم أوصياء على الشباب، فإن الشباب قادر على تحديد مصيره وقادر على إنجاح ثورته بإسقاط بقايا النظام.