خطاب التقويميين ممل ومتعب واجتراري ولا يحملون لا برنامجا سياسيا ولا مشروعا مجتمعيا ألح أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني على ''الفصل نهائيا'' في مصير قيادات الحركة التقويمية، وطلب بعضهم من بلخادم ''الانسحاب من الموضوع'' وفسح المجال للأعضاء لاتخاذ القرار، رغم أن بلخادم، نفسه، حدد نقطة وحيدة في جدول الأعمال وهي ''التحضير للانتخابات المقبلة''. شدد أعضاء اللجنة المركزية، في دورتها الطارئة التي انطلقت أمس، بفندق الرياض في العاصمة، على الحسم النهائي في مصير أعضاء قياديين في ''حركة التقويم والتأصيل''، ولو ''بقراءة صلاة الغائب عليهم''، في إشارة إلى مطالبة بعضهم باتخاذ قرار ''جذري'' في حقهم ولو تطلب الأمر شطبهم من صفوف الحزب. ونفذ أعضاء التقويمية قرارهم مقاطعة أشغال الدورة، رغم إلحاح الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، على حضورهم لمناقشة مطالبهم، و''طلب سحب الثقة من الأمين العام إن شاؤوا''. وعرض بلخادم الغيابات التي سجلت في أشغال الدورة، متحدثا عن غياب 16 عضوا دون مبرر، بينما بلغ عدد الوكالات 24 وكالة، وحضر إجمالا 298 عضو من أصل 351، مع تسجيل حالتي وفاة، مع تجميد عضوية شخصين، هما الناطق الرسمي للتقويمية، محمد صغير قارة ووزير التكوين المهني الهادي خالدي، ذلك رغم أن قيادة الحزب أكدت رفع التجميد عن عضويتهما حتى يتسنى لهما المشاركة في أشغال الدورة الطارئة، إلا أن المكتب السياسي، وحسب الكواليس، أبقى على التجميد بعدما تأكدت مقاطعة المعنيين لدورة اللجنة المركزية. ورغم أن الأمين العام حدد ''نقطة وحيدة في جدول أعمال الدورة وتتعلق بالتحضير للاستحقاقات المقبلة''، إلا أنه استهل تدخله بالحديث عن الصدع القائم في الحزب، متحدثا عن اللقاءين اللذين أجراهما مع عضو الحركة التقويمية، صالح فوجيل، والحوار الذي دار بينهما. وقال بلخادم إنه ومن خلالهما ''استخلصنا أن المسألة لا تخرج عن الترشيحات والتموقع''، بناء على ما وصفه ب''المطالب المتغيرة'' لهؤلاء. وطعن بلخادم في مصداقية ما يطالب به أتباع قارة وفوجيل، لما أكد أن ''اللقاء الثاني لم يطرح فيه، هؤلاء أي جديد ولم أجد إلا خطابا واحدا، مملا، متعبا واجتراريا''، قبل أن يتابع: ''إنهم لا يحملون لا برنامجا سياسيا ولا مشروعا مجتمعيا''، بينما أكد أنه افترق على الطاولة التي جمعته مع فوجيل على ما أخبره به من أن أعضاء الحركة ''سيدخلون الانتخابات المقبلة بقوائم حرة أو في حضن أحزاب أخرى''. وقال: ''أبلغت فوجيل أنه ما دام فيه أحزاب أخرى فلم يبق أي حديث بيننا''. فيما أكد أن المطالبة ب''تطهير صفوف الأفالان'' التي طرحها التقويميون: ''فيها الكثير من الخلط والتناقض''. وخاطب الأمين العام للأفالان أعضاء اللجنة المركزية بالتأكيد: ''لا أحد يستطيع الاستغناء عن الأفالان''. وضرب مثالا بالراحل قاصدي مرباح، الذي استقال من الجبهة وأسس حزبا مستقلا. وفي رسالة مزدوجة، واحدة للتقويميين وأخرى للأحزاب الغريمة، قال بلخادم: ''لا شيء يتغير خارج إرادة اللجنة المركزية، ولا شيء يتم في الساحة الوطنية خارج إرادة الجبهة''، بينما قرأ البعض الرسالة الثانية بأنها موجهة تحديدا لحزب الأرندي، وتابع: ''نقول للذين ينتقدون في أحزاب أخرى.. أنتم تعتقدون أنكم حملتم الجزائر على ظهوركم، لكن نقول لكم أنتم هيكل بلا روح، وعندما تكون لكم روح تكلموا''. وأضاف: ''لا نعير اهتماما لا للطبول المدوية ولا للأبواق التي تصم الأسماع، ولا نقبل أن تكون الجبهة وليمة على مائدة اللؤماء''. وعكس ما صرح به بلخادم خلال أشغال دورة اللجنة المركزية، في جوان المنصرم، لم تثر مسألة ''العهدات الرئاسية'' في جدول أعمال الدورة الطارئة، رغم تشديد قيادة الحزب على الفصل فيها نهائيا، غير أن أعضاء في اللجنة أكدوا ل''الخبر'' أن النقاش بشأنها مستمر في القواعد. وأشار إلى نزوع نحو إقرار ''العهدة المغلقة'' أي عهدة رئاسية واحدة قابلة للتجديد رغم أن قطاعا واسعا من داخل اللجنة المركزية يدافعون عن العهدة المفتوحة. وكشف بلخادم، في ملف الدورة الطارئة التي تختتم اليوم، عن تنصيب لجنة تحضير استراتيجية الانتخابات بعد شهر رمضان، ليلي ذلك عملية إعداد قوائم المترشحين للتشريعات، فيما أقر برفض بعض الأعضاء إصدار ''فتوى'' تتيح السماح للنساء اللواتي لا يتوفر فيهن شرط الأقدمية (10 سنوات) من النضال بالترشح للبرلمان.