يُعَد المسجد العتيق ببلدية بن مهيدي من أقدم المساجد والمنابر الدينية بولاية الطارف، يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1928م وذلك بعد إبرام اتفاقية بشأن شراء أرضيته بين أحد المعمرين، نيكولي روني، والمقاول صالحي علي بلقلي مقابل 50 ألف فرنك فرنسي آنذاك، ليتم بناء هذا المسجد الذي يتّسع لآلف مصلّ و50 مصلية على مساحة تقدر ب2323 متر مربع. وكان هذا المسجد الوحيد بالمنطقة في تلك الفترة الزمنية التي تميّزت بتكثيف عمليات التبشير المسيحي من قبل المستعمر، غير أنّ وجود هذا المسجد مع شيوخه استطاع أن يقف في وجه حملات التنصير عن طريق حلقات التّوعية وتعليم أصول الدِّين الإسلامي وتحفيظ القرآن الكريم، ولا يزال هذا النشاط قائمًا إلى اليوم خاصة بعد تحويل هذا المسجد العتيق إلى مدرسة قرآنية باشرت نشاطها الرسمي سنة 2007، حيث تضم 11 فوجًا لتعليم القرآن وتحفيظه منها 5 أفواج للنساء. ويشرف على تعليم الطلبة 10 أساتذة مختصين، بالإضافة إلى المتطوعات لتحفيظ القرآن الكريم وتضم حلقات التعليم، بالإضافة إلى تحفيظ القرآن وتفسيره أحكام التّجويد واللغة العربية وعلومها وكذا الفقه، هذا وقد استطاعت المدرسة القرآنية بفضل جهد أبنائها أن تشارك بطلبتها في المسابقات الوطنية للقرآن الكريم، حيث تحصّلَت على المرتبة الأولى سنة 2008 في المسابقة النسوية لحفظ القرآن والمرتبة السابعة سنة 2009 وكذلك تأهّل 6 طالبات لتصفيات فرسان القرآن. والمتتبع لإنجازات هذه المدرسة يدرك بأن الجنس اللطيف هو الأكثر إقبالاً وتتويجًا بالمدرسة، إذ سجّلت ذات المدرسة تخرّج العشرات من الطالبات من حفظة القرآن الكريم منذ تأسيسها، وهو الأمر الذي شجّع أبناء المنطقة على الالتحاق بها، وهو ما سيضمن استمرار نشاط المسجد العتيق الذي تعاقبت عليه أجيال وعقود ولايزال شامخًا يؤدّي رسالته الدينية الخالدة.