يعدّ مسجد "عمر بن عبد العزيز" الواقع بأعالي بلدية بني يلمان الجبلية بولاية المسيلة، واحدا من بين أهمّ المعالم الدينية الحضارية والتاريخية بالمنطقة فهو امتداد للجامع الأعظم العتيق الذي جمع قلوب وعقول أهل المنطقة الضاربة في عمق التاريخ لمؤسّسها الجدّ الأوّل يلمان بن امحمد الادريسي الحسني. زارت "المساء" المسجد فوجدته عامرا بأهله، يتربّع على مساحة اجمالية تقدر ب6394 متر مربّع ويتّسع لأزيد من 8 آلاف مصل، وهو تحفة حقيقية ومنارة من منارات العلم والقرآن، وقد التقينا هناك أعضاء اللجنة الدينية للمسجد وعلى رأسهم الشيخ قفاف السعيد فطفنا بجنبات المسجد الذي يحسّ داخله ولأوّل وهلة أنّه وسط مكان يعبق بالتاريخ الإسلامي، فهو ولا شك توسع طبيعي للمسجد الأعظم العتيق الذي لا يزال قربه والذي يأمل أعضاء اللجنة الدينية أن يحول إلى مدرسة قرآنية بتعاون الجميع ومساعدات أهل البر والإحسان. الانطلاقة الفعلية لبناء مسجد "عمر بن عبد العزيز" في موقعه الحديث كانت في شهر ديسمبر سنة 2000 ولم يبق من أشغاله سوى المنارات وتبليط الواجهة الخارجية وقد تكلّف إنجازه أزيد من 04 مليارات سنتيم، وتعاقب عليه من الأئمة الصالحين مجموعة يتقدّمها الشيخ علاوي عبد الرحمان سنة 1962 وتلاه لخضر بن سعيد ونبار عبد القادر ونفطي عبد الهادي وغيرهم كثير من أبناء بلدة بني يلمان الطيّبة، كما أن ميضأة المسجد والجانب المخصص لصلاة النساء بنيا بطابع غاية في الروعة ينم عن مدى احترافية من اشتغل في البناء والزخرفة وباقي الأشغال الأخرى. وقد أعطى موقع المسجد المرتفع نظرة جمالية أخرى يلاحظها كل من يقف بالمكان، وقد حدثنا بعض أعضاء اللجنة الدينية ومن بينهم الحاج بن تريعة وبن مبارك أن المسجد وخلال سنوات بنائه الماضية، سجلت به تبرعات قلّ مثيلها في جميع الأرجاء حيث وزيادة على تبرع نسوة البلدة بحليها وأقراطها، تبرّعت الكثيرات من الحرائر بمهورهن لدى عقد القران بالمسجد تكريسا منهم للمعاني الحقّة للتكافل وفعل الخير. هذا وتوجد ببني يلمان مساجد عديدة وزوايا هي الأخرى تحف معمارية ومنارات للإسلام كمسجد "سيدي مخلوف" ومسجد "المقطع" ومسجد "طارق بن زياد" والزاوية الصديقية، وتجدر الإشارة إلى أن أهالي بلدية بني يلمان كلهم يجتمعون في صلاة الجمعة في مسجد واحد وهو مسجد "عمر بن عبد العزيز" وهم يأملون أن تستكمل كافة أشغاله التي تتطلّب حاليا أموالا إضافية من ذوي الاحسان وأهل الخير.