حقق علي حدّاد، رئيس اتحاد الجزائر، مراده خلال فترة التحويلات الشتوية، حيث فاز بكل الصفقات وتعاقد مع خيرة لاعبي أندية رابطة الاحتراف الأولى، دون أن يجد أي منافس من بقية الرؤساء حول أفضل الصفقات. اتحاد الجزائر، بطبعة علي حدّاد هذا الموسم، صنع الحدث، وتحوّل من النقيض إلى النقيض، بعدما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من السقوط، كون علي حدّاد تولى مهامه الموسم الماضي عقب انتهاء فترة التحويلات، وكان لزاما عليه، انتظار موسم كامل وضمان البقاء في رابطة الاحتراف الأولى، من أجل بناء الفريق الذي وعد به الأنصار وتشكيل ''فريق الأحلام''. علي حدّاد أعاد الجدل من جديد هذا الموسم حول ''صفقات الملايير'' التي سبق أن كان بطلها في المواسم السابقة عيسى منّادي، رئيس اتحاد عنّابة، ومحمّد زعّاف، رئيس اتحاد البليدة الأسبق، وعبد الحكيم سرّار، رئيس وفاق سطيف. وفي الوقت الذي كان فيه مليار سنتيم، في العهد الهاوي، يعتبر مبلغا ضخما، سواء وظّف المبلغ لشراء وثيقة التسريح أو منحها للاّعب نفسه، فإن هذا المبلغ، مع دخول الاحتراف، أصبح مبلغا ''متواضعا'' لمن يصنّفون نجوم البطولة الوطنية. حدّاد على خطى منّادي وزعاف وربراب وسرّار علي حدّاد سار هذا الموسم على نفس نهج منادي وزعاف، رغم أن هذين الأخيرين فشلا في تحقيق النتائج المرجوة، بسياسة رفع سقف منح الإمضاء إلى مستوى عال، مثلما فشل أيضا عمر ربراب وعبد الحكيم سرّار في بناء فريق محترف لرائد القبة ووفاق سطيف، رغم الدعم المالي الكبير الذي خصصه كل منهما، حيث فاز رئيس اتحاد الجزائر ب15 صفقة، وتمكّن من جعل اتحاد الجزائر يضم تعدادا يمكن وصفه بمنتخب محلي بكل المقاييس، لكن دون أن تثبت ''لعبة المليار'' بأن الفوز بأفضل الصفقات وتوظيف الأموال بشكل ''جنوني''، يضمن بالضرورة الألقاب والنتائج ويطيح بالأندية التي تعوّدت على لعب الأدوار الأولى، والعبرة في وفاق سطيف. لقب أول بطولة محترفة في الجزائر فاز بها أولمبي الشلف، المعروف عن رئيسه استقداماته النوعية بعيدا عن الملايير، كما أن أولمبي الشلف هو الفريق الذي باع طهراوي للبليدة بمليار و200 مليون سنتيم، ثم فاز الشلف على البليدة في البطولة وبملعب البليدة، بينما لم يسجل طهراوي إلا هدفا واحدا. ولم تشفع ملايير منادي لاتحاد عنابة سوى في العودة إلى الدرجة الأولى، دون أن يتوّج ''نجوم الملايير'' بلقب البطولة، ما يوحي بأن اتحاد الجزائر، بطبعة علي حدّاد الذي رفع سقف الرواتب الشهرية إلى مستوى خرافي، قد يواجه نفس المتاعب، وهو الذي يضمن رواتب شهرية للاعبيه لا تقدّمها أندية الدرجة الثانية بفرنسا. اتحاد الجزائر الذي منح ما بين 100 مليون و500 مليون كل شهر للاعبيه الجدد واضطر لشراء ورقات تسريح عدد منهم، صرف ما لا يقل عن 30 مليار سنتيم هذا الموسم، لكنه لا يمكنه ضمان التتويج بلقبي البطولة والكأس هذا الموسم، كما أن احتراف البطولة والأندية لا يضمن لحدّاد ضمان عائدات من هذه الصفقات، كون أغلبهم غير قابل للتحويل الموسم المقبل لإمضائهم على عقد لمدة سنة. عملية ''الماركتينغ ''في الأندية مازالت في مهدها ولا تضمن أموالا ضخمة، في حين أن صغر مدرجات ملعب عمر حمّادي لا تضمن بدورها عائدات مالية معتبرة خلال المباريات. الاتحاد سيكون مستهدفا وصراع بين النجوم أكيد ويرى أغلبية المتتبعين أن كل أندية رابطة الاحتراف الأولى، ستستهدف ''فريق الأحلام'' أو ''المنتخب المحلي المصغّر'' وترفع أمامه التحدي، وتحوّل كل مبارياته في البطولة إلى مباريات كأس، على الأقل حتى يردّ كل لاعب لم يضمن مكانه مع هذا الفريق، على سياسة علي حدّاد، والقول بأن بقية اللاّعبين لا يقلّون شأنا عن لاعبي الاتحاد، وبأن ملايير علي حدّاد ليست معيارا. مدرّب الاتحاد هيرفي رونار، والمسؤول عن الاستقدامات محمّد ميخازني، معرّضون لمتاعب أخرى تتعلّق بصراع النجوم حول المناصب الأساسية في التشكيلة، وقد بدأت أولى المؤشرات في امتعاض سليم بومشرة لوجود كمّ كبير من النجوم. وفي حال حدوث ذلك، فإن الاتحاد معرّض للانفجار، وسيكون رونار وميخازني أول المسؤولين عن ذلك. وضمن حدّاد خدمات 15 لاعبا جديدا، وهم فريد بلعباس ومحمّد ربيع مفتاح وحمية بوعلام وسليم بومشرة ونسيم بوشامة ومحمّد لمين زماموش وخالد لموشية وفاهم بوعزة ومحمّد يخلف وعبد القادر العيفاوي وياسين بزّاز وفارس حميتي ولعموري جديات ولزهر حاج عيسى، والمغترب إلياس تاغلميت من نادي كونسولا من الدرجة الرابعة بفرنسا.