لم يمض سوى أسبوع واحد على انتهاء الموسم الكروي (2010 2011)، ومع ذلك، أفرغت سوق الانتقالات ما في جعبتها من مفاجآت، بعدما حدّدت وجهة أبرز لاعبي البطولة الوطنية، واللافت أن الأموال كانت مرة أخرى كلمة الفصل في مستقبل أي لاعب، ومن يقدم أفضل عرض، يحصل على أفضل اللاعبين. موسم الهجرة إلى الإتحاد.. بعدما سيطر وفاق سطيف على سوق التحويلات في العامين الماضيين وقبله إتحاد عنابة وشبيبة القبائل، أتى الدور هذه المرة على إتحاد العاصمة الذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى الدرجة الثانية، ولم يضمن بقاءه إلا في آخر جولة فقط. فقد ظفر النادي بصفقات ألمع الأسماء، ودون بذل جهود مضنية، بالنظر للعروض المغرية التي يقدمها الرئيس علي حداد، ولا يملك أي لاعب أن يرفضها، خاصة مع طموحات النادي ووجود مدرب كبير. ناد كبير بلاعبين كبار.. ما إن تقلّد حداد رئاسة النادي العاصمي، أدرك أن بناء فريق قويّ ينافس على الألقاب، لن يكون إلا بوجود خيرة اللاعبين ومدرب كبير. فاستهلّ مشروعه الرياضي بالتعاقد مع المدرب “هرفي رونارد”، الذي كان مفاجأة رحلة الإياب من الدوري، لكن سوء النتائج، أكد أن المشكل يكمن في نوعية اللاعبين، لأن تشكيلة الموسم المنقضي جمعت بين عنصري الشباب والشيخوخة وليس الخبرة. لذلك، قام بخطف أبرز اللاعبين، مستغلا الوضع المضطرب الذي تعيشه أنديتهم، ومستعملا السيولة النقدية في ضمان لاعبين بحجم حميتي (شبيبة القبائل)، بوعزة (وفاق سطيف)، وبومشرة وبوعلام (اتحاد الحراش)، مفتاح (شبيبة بجاية)، بوشامة وزماموش (مولودية الجزائر)، في انتظار أسماء أخرى لغلق القائمة والإنطلاق في التربص التحضيري بفرنسا. الجمهور مندهش... الشيء الذي أثار دهشة الأنصار، هو سرعة موافقة هؤلاء اللاعبين على عرض الاتحاد، ولم يدم جلب لاعب سوى دقائق أو ليلة واحدة، وحتى حسين مترف كاد أن يعود إلى الاتحاد لولا تخوفه من سقوط النادي، حسب ما قال رونار. ينتظر محبو نادي “سوسطارة” بشغف، إنطلاق المنافسة لرؤية ما سيفعله حداد بترسانة جديدة من خيرة اللاعبين بقيادة “هرفي رونار”، فهل سيكونون في مستوى التوقعات، أم سيحصلون فقط على لقب فريق النجوم بلا هجوم، كما حصل لاتحاد عنابة لسنة (2008)؟ إنهاء عهد الأقدمية.. أكد الرجل الأول في الاتحاد، عزمه على المضيّ قدما في تنفيذ مخططاته على رأس النادي، من خلال تسريحه لمجموعة من اللاعبين، أبرزهم شيخ حميدي، وحسين عشيو وغازي كريم اللذان عمرا طويلا في الاتحاد ولم يغادراه إلا نحو الاحتراف، ثم العودة إليه مجددا. لكن المستوى المتدني الذي قدّماه هذا الموسم، جعلهما على رأس قائمة المسرحين. فأهداف النادي المستقبلية لا يمكن تحقيقها إلا بالعناصر التي تستطيع فعلا تقديم الإضافة اللازمة، ولا مجال للعاطفة. شبيبة القبائل على غير العادة.. رغم أن رئيس الشبيبة، محند شريف حناشي، أفصح عن نواياه، بخصوص الموسم القادم التي يتصدرها التتويج بلقب البطولة، إلا أنه عكس حداد، لم يقم بانتدابات من المستوى العالي، باستثناء صفقة حسين مترف الذي يعدّ من أفضل اللاعبين، وكذلك استقدام زميله من الوفاق، نبيل حيماني، أما البقية، فيمكن اعتبارها عادية مثل بولمدايس وكمارا من مولودية العلمة وضيفي من من رائد القبة. تفضيل الإستقرار... وما يمكن قوله، هو أن النادي الكناري، فضّل بهذه الطريقة الحفاظ على تركيبة المجموعة ودعم فقط المناصب التي تحتاج إلى دعم، وهذا بغرض ضمان الإستقرار. وهي سياسة آتت أُكلها في نوادي عديدة، أبرزها أولمبي شلف الذي فاز باللقب، وكذا اتحاد الحراش وشباب بلوزداد، فحناشي إذا، فضل الإقتداء بها، وما شجعه هو الآداء المقبول لتشكيلة الموسم المنقضي التي توجت بكأس الجمهورية، قبل أن تنهار في الجولات الأخيرة بسبب الإرهاق. تجديد الطاقم الفني لا يسمح بذلك أيضا.. كما يعود الهدوء الذي ميّز انتدابات الشبيبة، إلى تغيير الطاقم الفني بقيادة اللاعب الدولي السابق موسى الصايب، لأنه لا يملك الوقت الكافي لبناء فريق في حالة إحداث تغييرت كثيرة، وسيجري أولى مبارياته اليوم في دوري المجموعات لكأس الإتحاد الإفريقي. ومن دون شك، فإن الإستقرار سيساعد النادي كثيرا في تحقيق نتائج إيجابية. المولودية.. وعدم استيعاب الدرس هاهو العميد يعيش نفس الوضعية التي عاشها الموسم الماضي، رغم تتوجيه بطلا للدوري آنذاك، فغموض استراتيجية في انتداب اللاعبين وعدم تحديد أهدافه بدقة، جعلاه يعاني الأمرّين ونجى من السقوط بشقّ الأنفس. والدليل على هذا، هو دخوله اليوم دوري المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا ضد الترجي التونسي بتعداد ناقص وغير جاهز، بعد التفريط في أبرز ركائزه كمقداد وبدبودة وبوشامة والحارس زماموش، ما جعل الأنصار متشائمين بمستقبل ناديهم في هذه المنافسة القارية، وحتى في البطولة الوطنية. ضرورة ملء الفراغ.. لا يملك العميد خيارا إلا ضرورة استقدام لاعبين يمكنهم سدّ الفراغ الذي تركه الكوادر، إذا أراد أن يحسّن أداءه الموسم المقبل، وإلى حدّ الآن، لم يظفر سوى بصفقتين جديدتين، وهما براجة من (مولودية وهران) والحارس شاوشي من (وفاق سطيف)، في انتظار عيساوي وبعض اللاعبين، محلّ اهتمام النادي الذي كان لفوضى التسيير الأثر الكبير على مستواه. الأنصار ساخطون على غريب.. يحمّل أنصار مولودية الجزائر، عمر غريب، مسؤولية ما آلت إليه الأمور من تدهور فاضح للحالة العامة لعبته حسبهم لمستقبل الفريق، فلا يعقل أن يتماطل في التفاوض مع 18 لاعبا منتهية عقودهم، وكان عليه أن يبذل ولو القليل من الجهد من أجل الحفاظ على أبرز اللاعبين، بدل التفريط فيهم بهذه السهولة، أو بسبب خلافات شخصية. فهم متيقنون بأن ناديهم سيدفع ثمن ذلك بداية من دوري المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا. تحديات البطل... بعد التتويج المستحق لجمعية الشلف بلقب أول موسم احترافي، بات الهدف الرئيسي لعبد الكريم مدوار، هو الحفاظ على تعداد الفريق رفقة المدرب مزيان إيغيل، الذي يعدّ بقاؤه أمنية جميع أبناء الونشريس نظرا لكفاءته. وهذا خوفا من تعرّض النادي لهزّات من شأنها أن تمنعه عن مواصلة التألق، خاصة أنه سيخوض رابطة أبطال إفريقيا التي عبّر مدوار عن عزمه على التألق فيها. سوداني المرشح الأول للمغادرة.. وبالعودة إلى اللاعبين، يبقى المهاجم هلال سوداني، هو المرشح الأول للرحيل باتجاه بطولة أوروبية، بعد العروض التي وصلته وأفضلها عرض “لومون” الفرنسي، أما البقية فكلهم يتجهون نحو التجديد أو بدرجة أقل جديات الذي لديه اتصالات كثيرة. وقد باشرت الإدارة تعاقداتها التي تخص مناصب معينة، وحسب الحاجة، وهو ما عوّدنا عليه دائما الأولمبي. النزوح من الوفاق ما حدث لوفاق سطيف هذه الصائفة، يمكن وصفه بفرار للاعبين، حيث غادره أبرز نجومه الذين صنعوا أفراحه في المواسم الماضية على رأسهم لزهر حاج عيسى وبوعزة ويخلف وحيماني ومترف والحارس شاوشي، وكذلك لموشية الذي قد يلعب في بطولة قطر بنسبة كبيرة. ويبقى الأمل الوحيد لسرار، هو محافظته على المدافع العيفاوي ودلهوم لقيادة الفريق، الموسم المقبل، ومساعدة المستقدمين على التأقلم. أسوأ استقدامات منذ 4 سنوات يمكن وصف الانتدابات التي قام بها وفاق سطيف، لحدّ الآن، بالأسوأ منذ أربع سنوات، بالنظر لخلوها من أسماء بارزة، واقتصر الأمر على جلب العناصر التي برزت في نواد صغيرة وبعض المغتربين كمحاولة لتعويض هجرة النجوم. بين الاتحاد والوفاق.. المال أكد سوق الانتقلات لحدّ الآن أن المعيار الأساسي الذي يتحكم في مستقبل لاعبي البطولة الوطنية، هو الأموال، فكلهم يحطّون الرحال للفريق الذي يدفع ولا يترددون لحظة في مغادرة نادي يعاني من أزمة مالية ولو لفترة ظرفية، فعديد اللاعبين الذين إلتحقوا باتحاد العاصمة جلبتهم أموال حداد، فيما يأتي الطموح للتتويجات كأولوية ثانية. وكان إفلاس خزينة الوفاق السبب الرئيس في هجرة نجومه نحو أندية أخرى. كما تأكدت حقيقة أخرى، هي عدم وجود من يتحدث عن تحقيق الإنجازات بالاعتماد على عناصر شبيبة خريجة مدرسته الكروية. وإنما هناك نخبة من اللاعبين يتجولون بين النوادي وأينما حلّوا يحققون نتائج طيبة. وعليه، فلابد من التفكير في إعطاء فرصة للفئات الشبانية لإبراز قدراتها، وإلا يتواصل عقم بطولتنا الوطنية.