دعا مقرئ المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، الشيخ رشاد الشريف، الدول الإسلامية، إلى مواجهة مخطّط تهويد مدينة القدس. منتقدا في حوار ل''الخبر'' تصنيف إسرائيل المسجد الإبراهيمي تراثا يهوديا، قائلا إن هذا الأخير بُني قبل ظهور الدين اليهودي. كما أثنى الشيخ رشاد الذي زار الجزائر للمشاركة في برنامج ''فارس القرآن'' على اهتمام الجزائريين بالقرآن الكريم. تزور الجزائر للمرّة الثانية، فكيف وجدت الأصوات الجزائرية؟ أعجبتني الأصوات التي سمعتها، كصوت رياض الجزائري. ما أعجبني أكثر هو اهتمام الجزائريين بالقرآن الكريم، وهو ما يجعلني لا أتردّد في زيارتها كلما جاءتني دعوة منها، فقد وصلتني دعوات من المغرب والبحرين وروسيا وفرنسا، لكنّني فضّلت الجزائر، لأنّني أكنّ لها ولأهلها محبّة كبيرة. من تعرف من علماء الجزائر؟ أعرف الكثيرين، كالعلامة عبد الحميد بن ابن باديس، والشيخ البشير الإبراهيمي الذي نزل قبل 52 عاما ضيفا عندي في الخليل، وكنت حينها مدرّسا للعربية وعلوم القرآن في المدارس والجامعات ومديرا لدور القرآن في فلسطين، فوجدته عالما كبيرا ومخلصا لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وخصوصا فلسطين، وأذكر أنه قال: ''سأضلّ أجاهد في سبيل فلسطين مادام هذا اللسان يتحرّك''. تُحاكي في تلاوتك المقرئ المصري محمد رفعت؟ صحيح. ومحمد رفعت قارئ القرن العشرين، وقد سمعني قبل وفاته عام 42 من إذاعة القدس وهو في مصر، وقد قال لأحد إخوتي حين زاره في القاهرة: لقد سمعت صوتي من فلسطين، وأرسل لي معه رسالة ما زلت أحتفظ بها إلى اليوم. وميزة الشيخ محمد رفعت هي خامة صوته العذب والقوي، فهو أجمل أصوات أهل الأرض رجالا ونساء، وهو أجمل من صوت أم كلثوم، ويشتمل على القرارات والجواب وجواب الجواب، والانطلاقة الساحرة، وكان عالما بالألحان والموسيقى. حدّثنا عن تسجيلك مصحف المسجد الأقصى المرتّل؟ كنت مشاركا في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد بمدينة جدّة السعودية قبل سنوات، فطلب مني وزير الأوقاف الأردني السابق، تسجيل المصحف بصوتي، فسجّلته في الإذاعة الأردنية خلال سنتين، وبثّ في كل البلدان العربية والإسلامية، بما فيها الجزائر، وبات أمره مشهورا. تقيم في الأردن، فهل أنت ممنوع من دخول فلسطين؟ أقيم في الأردن منذ ثماني سنوات بعد استشهاد ابني وهو خارج من صلاة الجمعة، فمنعت من دخول القدس. لدي أربعة أولاد وأربع بنات. حدّثنا عن الصعوبات التي تواجه الفلسطينيين في أداء شعائر الصلاة بالمسجد الأقصى؟ عرب 48 يدخلون الأقصى للصلاة بسهولة، أما بقية فلسطين فلا يستطيعون إلا بمشقة. ورغم أني أكبر من 40 سنة، إلا أني أواجه صعوبات كثيرة، لأنني والد شهيد، فإن سمحوا لي بالدخول فهم لا يسمحون لابني، وذات مرة توسط لي رئيس بلدية الخليل فسمحوا لي شريطة ألا يكون معي مرافق، فاضطر شباب من القدس للمجيء إلى الخليل واصطحابي إلى الأقصى. وماذا عن محاولات تهويد المدينة؟ على الأمة الإسلامية أن تتحرّك لفعل شيء. إن بقينا ساكتين، فسيهدمون المسجد الأقصى. هم ماضون في تغيير معالم القدس وتهويد بلاد المقدس. هذه البلاد تعودت على الاحتلال الأجنبي، فالصليبيون غادروا بعد 100 سنة على يد الأكراد ولما انحرف ابتلانا بالتتار ثم انحرفوا فجاء اليهود والله وحده يعلم المآل. إسرائيل صنّفت المسجد الأقصى تراثا إسلاميا، فعلام استندت في ذلك؟ هذا المسجد إسلامي، دفن فيه إبراهيم الخليل وولده إسحاق وولد إسحاق يعقوب وزوجاتهم سارة ورفق ولائق. هؤلاء ليسوا يهودا، كيف يقولون عن المسجد يهودي؟ هذا يعني أن اليهودية بدأت قبل موسى. إن هذا افتراء على التاريخ وعدوان على الأمة، وندعو الله أن يهيئ للمسلمين أمر تحرير القدس.