أوقف رؤساء بلديات ومسؤولون إداريون وتنفيذيون في ولايتي غرداية وتمنراست استقبال المواطنين، منذ منتصف شهر جويلية، بحجة تزامن هذه الفترة مع العطل السنوية وشهر رمضان. أكد ممثلو جمعيات من دائرة عين صالح بولاية تمنراست أن بعض المديريات التنفيذية الولائية أوقفت أغلب نشاطاتها، وأشار تقرير، في هذا الصدد، إلى أن بعض المرافق باتت تشتغل بأقل من نصف موظفيها، بفعل العطل السنوية. وأكد منتخبون من المجلس الولائي بغرداية أن بعض المديريات التنفيذية لا تتوفر على موظف مخول بالتوقيع على المعاملات الإدارية، بعد أن غادر المدير ونائبه الإدارة في عطلة. وقد منع الشلل الإداري سكان عين صالح البعيدة عن عاصمة ولاية تمنراست ب 700 كلم من إتمام الإجراءات الإدارية، حيث يعودون من حيث أتوا دون تسوية وضعية ملفاتهم الإدارية. ويتكرر الوضع ذاته في ولاية غرداية، ويحدث هذا منذ منتصف شهر جويلية، والمبرر هو أن المدير، أو رئيس المصلحة، أو رئيس المكتب في عطلة. وتفاقمت الأوضاع بشكل يدعو للحيرة، ورغم أن بعض مراجعي المصالح الإدارية في عاصمة ولاية غرداية جاءوا من المنيعة، وهم صائمون وقطعوا مسافة 270 كلم، أو من الفرارة التي تبعد بمسافة 110 كلم، فإن لا أحد، من أغلب هؤلاء، تمكن من قضاء مصلحته. ورغم أن بعض المسؤولين والمديرين حددوا 5 ساعات في يوم الثلاثاء لاستقبال المواطنين، فإن هذا الموعد بات آخر ما يهتم به هؤلاء. وزاد من غضب المراجعين أن أعوان الأمن في بعض الإدارات لا يفتحون الأبواب إلا في يوم واحد كل أسبوع، وفي ساعات محددة. وقال ''مسعود. ج'' أحد مواطني بلدية المنيعة: ''يكون المدير في أغلب الأحيان غائبا عن مكتبه يوم الاستقبال، بحجة وجوده في اجتماع بالولاية، أو في العاصمة، أو مهمة أخرى''. والنتيجة هي عودة المواطن من حيث أتى، ويقول صاحب ملف استثماري، من بلدية متليلي، بأن الوضع تدهور كثيرا خلال شهري جويلية وأوت، وهو أمر لا يمكن تحمله، مع غياب أي حس بإنسانية المواطن عند تقربه من الإدارة. وقد امتد امتناع عدد من المسؤولين عن مقابلة المواطنين إلى عدد من رؤساء الدوائر والمنتخبين، حيث أكد أعضاء من المجلس الولائي لغرداية، بأن أحد المدراء رفض استقبال مواطنين بحجة وجوده في اجتماع، رغم انه كان وحيدا في مكتبه.