يشتكي الكثير من مواطني ولاية سطيف من تذمر كبير، يبديه عمال مصالح الحالة المدنية عبر مختلف الفروع. وتؤكد العديد من شهادات المواطنين على أن هؤلاء يتعمّدون استفزازهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بوثائق مستعجلة، مثل المصادقة على صور طبق الأصل، فيظل العامل يثرثر مع زميله أو زميلته دون مراعاة الطابور الكبير للمواطنين، زيادة على أن العديد منهم يفضل وضع سماعات الأذن للاستمتاع بالموسيقى أو بالحديث مع شخص آخر. وحتى إن طالب المواطن بالإسراع في عملية استخراج الوثائق، فإن العامل يماطل أكثر ويفعل ما يحلو له، وهو ما يجعلهم عرضة لدعوات العجائز والشيوخ بالانتقام الرباني منهم. وقد يلاحظ البعض دخول الشباب، خاصة من أصحاب ملفات تشغيل الشباب، في ملاسنات حادة، تتطور إلى مشادات بالأيدي. وإذا ما طلب من العامل أن يستخرج وثائق بالجملة من شباكه فقط، فإن علامات الغضب تبدو جلية على وجهه، وسرعان ما تجده يتحجج ''اسم والدك غير واضح، عنوانك غير مفهوم، اذهب إلى رئيس المصلحة، أنا لا يمكن لي أن أخدمك''. بلال شاب يعمل بأحد الفروع البلدية بمدينة سطيف ضمن الشبكة الاجتماعية، يقول ''نحن نتحمل هبال الناس، يطلب منا الإسراع في استخراج الوثائق، وكأننا آلات لا تكل ولا تتعب. والغريب في الأمر أن ما نتقاضاه لا يساوي قيمة أسبوع فقط من هذا العمل''. ومع دخول الفروع البلدية بمدينة سطيف عالم التكنولوجيا، تم إنشاء شبكة بلدية تتسع لكل الفروع البلدية للحالة المدنية، ويتم من خلالها استخراج الوثائق الإدارية عبر ''كبسة زر واحدة''، وهو ما خفّف من أعباء العمال. والحقيقة التي يجب أن تقال أن هذه العملية جعلت الخدمة تتحسن، سواء من ناحية الاستقبال أو من ناحية ربح الوقت، وارتسمت مع هذا التطور ابتسامة غابت لسنوات طويلة من على وجه العامل بمصلحة الحالة المدنية.