اضطر مؤخرا عمال المؤسسة الوطنية للمواد الدسمة ''سوجيديا'' بوهران، والمقدر مجموعهم بأكثر من 130 عامل متوزعين على وحدات وهران وسيق بمعسكر، إلى الاستنجاد برئيس دائرة السانيا من أجل ضمان قوت أبنائهم في الشهر الفضيل، حيث منحتهم هذه الأخيرة من قفة رمضان بسبب تأخر صرف أجورهم لمدة ثلاثة أشهر متتالية. يعيش عمال هذه المؤسسة التي تتمتع بمؤهلات بشرية ومادية كبيرة، أوضاعا اجتماعية جد مزرية وصلت إلى حد اللجوء إلى قفة رمضان المخصصة للفقراء والمعوزين، حيث عمد وفد منهم إلى قصد أبواب رئيس دائرة السانيا الذي وافق على تمكينهم من قفف تحوي مختلف المواد الغذائية، تم توزيعها داخل مقر المؤسسة، وذلك بعد أن تأكد من حالهم المأساوي بفعل تأخر صرف أجورهم من قبل إدارة مؤسسة ''كوجي سي'' التي استفادت من 80 بالمائة من أصول الشركة في إطار قرار خوصصتها قبل خمس سنوات مضت. وقد استقبل هؤلاء العمال رمضان هذا العام بحسرة كبيرة، بعد أن حوّلتهم الخوصصة التي استهدفت مؤسستهم إلى عمال من دون أجور، الأمر الذي أغرقهم في مشاكل اجتماعية كبيرة نتيجة اللجوء المتواصل إلى الاستدانة والتقوت من الصدقات، وتسبب في مضاعفات صحية خطيرة طالت بعضهم بفعل تراكم المشاكل، حيث لم تُجد كل الحركات الاحتجاجية التي قاموا بها على مدار السنوات الماضية نفعا، في ضوء تواصل تأخر صرف الأجور وتوقف الإنتاج، رغم أن الشركة لها إمكانيات لإنتاج معدل 350 طن من مادة زيت المائدة بصفة يومية، ومع ذلك لم تفلح في إنتاج ولا لتر واحد منذ قرابة خمس سنوات. وحسب مصادر من الفرع النقابي للمؤسسة، فإن إدارة المؤسسة اضطرت قبل يومين إلى العدول عن القرار التعسفي الذي اتخذته في حق ستة عمال فصلتهم بسبب احتجاجهم عن تأخر صرف الأجور، حيث شن هؤلاء إضرابا عن الطعام وكانوا قاب قوسين أو أدنى من حرق أنفسهم، بعد أن استعانوا بمادة البنزين التي صبّوها على أجسادهم لولا تدخل أعوان مصالح الدرك والشرطة والحماية المدنية.