هدد، أمس، ستة عمال يشنون إضرابا عن الطعام، منذ يوم الأربعاء الماضي، داخل مقر المؤسسة الوطنية للمواد الدسمة بوهران، بحرق أنفسهم تنديدا بقرار الطرد التعسفي الذي تعرضوا له مؤخرا من قبل الإدارة. في حين احتشد عشرات العمال قبالة مقر المؤسسة تضامنا مع المضربين واستنكارا لعدم تقاضيهم أجورهم منذ ثلاثة أشهر متتالية. عاش مقر مؤسسة ''سوجيديا'' الواقع في المنطقة الصناعية بالسانيا، أجواء متوترة نهار أمس نتيجة الإضراب عن الطعام الذي يشنه ستة عمال ارتفع عددهم إلى سبعة بعد انضمام عامل إليهم، وندد العمال بسياسة التجويع التي يشنها المتعامل الخاص الذي آلت إليه أصول المؤسسة منذ 5 سنوات، باعتبار أنهم لم يتقاضوا أي فلس منذ ثلاثة أشهر بالرغم من حلول شهر رمضان الذي يعرف تضاعفا في النفقات والأعباء. وقد عاينت مصالح الأمن وضع المضربين الذين حاول بعضهم حرق أنفسهم تعبيرا عما أسموه ب''الحفرة'' التي تعرضوا لها، حيث أوضح أعضاء الفرع النقابي أن ''إدارة المؤسسة عمدت إلى فصل ستة عمال من بينهم نقابي بعد احتجاجهم على تأخر صرف الأجور لدى المدير بالنيابة، ليفاجأوا بقرار جماعي بالفصل بحجة التحريض والتجمع بدون ترخيص''، مضيفين بأن ''شخصين من بين المفصولين لم يكونا ضمن الأشخاص الذين احتجوا على تأخر الأجور''. وطالب المحتجون بالرحيل الفوري للشريك الذي استفاد من 80 بالمائة من أصول الشركة التي تحولت إلى شبه هيكل، رغم الإمكانات المادية الكبيرة التي تتمتع بها، حيث تقلص عدد العمال إلى الثلث، في حين لم تنتج المؤسسة ولا لترا واحدا من زيت المائدة منذ خوصصتها، بعد أن كانت تضمن إنتاجا يوميا يعادل 350 طن.