اعتصم أمس عمال ''سوجيديا'' أمام مقرات المؤسسة بوهران وسيق، حاملين لافتات ناقمة على الوضع المأساوي الذي آلت إليه شركتهم منذ قرار خوصصتها سنة 2005، ومطالبين بالرحيل الفوري للشريك الذي استفاد من 80 في المائة من أصول الشركة. أجمع المعتصمون الذين حملوا لافتات كتبوا عليها ''مصير أولادنا في خطر''، و''نطالب بتدخل الرئيس''، و''خمس سنوات بركات''، على مطلب جديد لم يحملوه في كل الاحتجاجات التي نظموها في وقت سابق، حيث طالبوا برحيل الشريك الذي آلت إليه مقاليد المؤسسة الوطنية للمواد الدسمة نهائيا (مؤسسة كوجيسي )، معلّلين ذلك بالحالة الكارثية التي ترتبت بعد قرار الخوصصة سواء على العمال الذين تقلص عددهم إلى الثلث، أو على المؤسسة التي ''لم تنجح في إنتاج لتر واحد من زيت المائدة، بعد أن كانت تضمن إنتاجا يوميا يعادل 350 طن، ما يكفي لتلبية حاجيات كامل الجهة الغربية للبلاد من هذه المادة الأساسية''، على حد قولهم. وفي هذا الصدد، استغرب المحتجون الزخم الكبير الذي تدور رحاه مؤخرا من أجل ضبط أسعار زيت المائدة في السوق، بفعل ارتفاع سعره طبقا لتقلبات السوق العالمية، في الوقت الذي ''توجد فيه وحدات جاهزة للإنتاج، معطلة دون أي مبررات حقيقية''، مؤكدين بأن شركتهم ''بالرغم من التدهور الكبير الذي عرفته في السنوات الأخيرة، تملك مؤهلات بشرية ومادية قادرة على العودة إلى الإنتاج مجددا متى توفرت النية الحقيقية لذلك''. وأمام هذا الوضع، طالب المحتجون في رسالة وجّهوها إلى رئيس الجمهورية، وتحصّلت ''الخبر'' على نسخة منها، بالتدخل الفوري لوضع حد للانتهاكات التي تتعرض لها المؤسسة وعمالها على غرار توقف النشاط نهائيا، وعدم انتظام صرف الأجور، بالإضافة إلى التصرّف في ممتلكات المؤسسة عن طريق بيع وتحويل خطوط الإنتاج وتعبئة الزيوت 1 و2 لتر، وبيع الآلات، وقطع الغيار، مستعرضين الإمكانات والطاقات الهائلة التي تزخر بها مؤسستهم، حيث ''تملك وحدات على مستوى الميناء والمنطقة الصناعية السانيا وسيدي البكاي زائد وحدة أخرى في سيف بولاية معسكر تعادل قدرات استيعابها بآلاف الأطنان.