يؤرّخ للحركات الإسلامية في العالم بتاريخ محدّد، مع ذكر المؤسّسين وخصوصاً في مصر منشأ حركة الإخوان المسلمين وسوريا والهند وباكستان وكذا تونس والمغرب، أمّا نشوؤها في الجزائر فليس هناك اتفاق حول تاريخ بدايتها. هناك مَن أرجع نشوءها إلى علاقة بعض أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (تأسّست سنة 1931) بالإخوان المسلمين المصريين في الخمسينيات من القرن الماضي، خصوصاً علاقة البشير الإبراهيمي والفضيل الورتيلاني، في حين يرى آخرون أنّ الجيل الثاني من جمعية العلماء المسلمين كعبد اللطيف سلطاني والشيخ أحمد سحنون وغيرهما من شباب الجمعية يعتبرون القاعدة الأولى لتطوّر الحركة الإسلامية في الجزائر، وفي كلتا الحالتين سواء التّطور الطبيعي لفكر جمعية العلماء المسلمين وتشكّل جزء منها كمعارضة إسلامية بعد الاستقلال وتأثّرها بالحركة الإخوانية أو كون مجموعات أخرى كان لها الاتصال وتكوّنت كحركة إخوانية بالخصوص مع السبعينيات كالشيخ محفوط نحناح. لقد بدت العلاقة واضحة فيما بعد، حيث لعب التّفكير القطبي ''سيد قطب'' وأدبيات جماعات التّكفير والهجرة، دوره في التّأثير من خلال خلايا الطلاب في الجامعة أو دخول الكتاب الدّعوي والشريط ''الكاسيت'' المنبرية المعارضة التي كانت تأتي من المشرق العربي، كما أنّ الذين حاربوا في أفغانستان والبوسنة سيشكّلون مادّة خام للجماعات المسلحة في التّسعينيات من القرن الماضي.