شيخ العلماء المسلمين في الهند: سلمان الحسيني الندوي بعد مشاركته الأخير في مؤتمر الأقليات المسلمة بدولة قطر، حل فضيلة الشيخ العالم المصلح «سلمان الحسيني الندوي» بالجزائر تلبية لدعوة من جمعية العلماء المسلمين والجمعية العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم، في زيارة يلتقي فيها الجمهور الجزائري عبر العديد من المحاضرات والنشاطات الدعوية في العاصمة، أم البواقي، قسنطينةوالأغواط. * * الجميل في الجزائر، أن شعبها كله مسلم ويدافع عن الإسلام بحبّ لكنه يقع أحيانا في فخ الشدة المعروفة عن شعبكم الثائر. * * الشيخ «سلمان الندوي» هو رئيس ندوة العلماء بالهند، ومن أبرز علمائها، يحظى بتقدير بالغ في سائر البلاد الإسلامية، نظرا لمواقفه المعتدلة في تبليغ الرسالة المحمدية السمحة لكل الفصائل والأعراق. وبترحاب كبير فتح لنا قلبه وأدلى ل»الشروق اليومي« بهذا الحوار: * * * هل يمكن أن تقرب لنا صورة الحركة الإسلامية في الهند؟ * أولا أرحب بكم وبجريدتكم، وأنا سعيد وفخور بزيارتي للجزائر. أما عن سؤالكم، فالحركة الإسلامية في الهند تعود جذورها إلى زمن بعيد يمتد إلى القرن الرابع عشر، حيث تعاقب العديد من المصلحين الذين كان لهم الفضل في وصول عدد المسلمين في الهند إلى 200 مليون، وأشير إلى أن أبرز فضائلها عدم اللجوء إلى العنف في إيصال رسالتها النابعة من سماحة الرسالة المحمدية، ويعود الفضل في ذلك لعلمائها الأجلاء الذين توارثوا أخلاق التسامح والتغيير الهادئ النافع، وحاليا الحركة الإسلامية في الهند عموما مبنية على أسس التربية الدينية التي تقبل الآخر ولا تتنافى مع العقل. * * * هل لديكم تصور عن الحركة الإسلامية في الجزائر؟ * في الحقيقة، لحد الساعة لسنا مستوعبين للحركة الإسلامية في الجزائر، وأخبارها تأتينا غالبا مشوهة، وأرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود قنوات تستطيع إيصال حقيقة المجتمع الجزائري المسلم إلى نظيره بالهند. فمثلا لا تصلنا الجرائد الجزائرية ولا الكتب ولا المجلات من الجزائر، وكل ما يصلنا مصدره الجرائد ومجلات المشرق العربي والخليج. الجميل في الجزائر أن شعبها كله مسلم ويدافع عن الإسلام بحب، لكنه يقع أحيانا في فخ الشدة المعروفة عن شعبكم الثائر. * * * لديكم علاقة تاريخية مع جمعية المسلمين بالجزائر، ما سرها؟ * تعود هذه العلاقة إلى سنوات الخمسينيات عندما التقى الشيخ البشير الإبراهيمي، رحمه الله، بالشيخ حسين أحمد المدني بالحجاز، وتوطدت بينهما العلاقة، نظرا للتقارب الكبير في الأفكار والتشابه العميق في الطرح بين جمعية العلماء المسلمين بالهند التي تأسست سنة 1920 وبين جمعية العلماء المسلمين بالجزائر. وقد كان للشيخ أبو الحسن الندوي علاقة حميمة مع الشيخ عبد الرحمان شيبان. وأصارحكم بأن الشيخ أبو الحسن الذي غمرني برعايته، نصحني، قبل ثلاثين سنة من الآن، بزيارة الجزائر لدراسة فكر العلامة عبد الحميد بن باديس والاطلاع على تاريخ جمعية العلماء المسلمين وطريقتها في الإصلاح. * * * ماهو موقفكم من التيار الجهادي التكفيري ومن ضمنه القاعدة؟ * لا يجوز لأي مسلم تكفير من يدين بالإسلام. هذه المسألة حساسة والأمر فيها موكول للعلماء المقتدرين، وهم وحدهم يخول له الفصل فيها؛ لأن التكفير ليس متروكا لآحاد الناس، لذلك أقول نحن دعاة ولسنا قضاة ووظيفتنا الأساسية تقريب الناس من الإسلام وليس تنفيرهم منه. أما القاعدة، فالأقرب في رأيي أنها أكذوبة من نسج الأعداء تستغل لضرب مصالح المسلمين في البلاد الإسلامية، وغير الإسلامية. وهنا أطلب من أبناء الجزائر أن يحذروا من الفتاوى المجهولة التي تغزو مواقع الأنترنت، التي تحرض على العنف وتكفر الناس وتودي بهم إلى الاعتقادات الخاطئة، كما أنصحهم بتثقيف أنفسهم والتشبع من معين الإسلام الصافي. * * * وماذا عن زيارتكم للجزائر؟ * خلال زيارتي التي ستستمر من 24 إلى 30 جوان، سألقي أول محاضرة بنادي الترقي التابع لجمعية العلماء، ثم أشد الرحال إلى أم البواقي للمشاركة في أسبوع القرآن الكريم، ومنها إلى جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، لأختتم سلسلة نشاطاتي بإلقاء محاضرات بولاية الأغواط. أتمنى من هذه الجولة أن أفيد وأستفيد؛ لأني إلى حد الساعة لم أشكل صورة وافية عن الجزائر، لكون هذه الزيارة هي الأولى من نوعها.