يُعَد مسجد المحال العتيق من أبرز وأهم المعالم الأثرية بمستغانم، حيث تمّ تشييده على هضبة صخرية كلسية بحي الطبانة بأعالي وادي عين الصفراء من قبل السلطان عبدالله بن الحسن بن أبي سعيد أبو يوسف عبد الحق المريني. وقد كان منارة للعلم ومقصداً للعلماء في أزهى عصور إسلام المغرب الكبير، أهداه عبد الله بن الحسن بن أبي سعيد أبو يوسف عبد الحق المريني والذي استغرق في بنائه حوالي سنة كاملة، أي من 17 جوان 1340م إلى 5 جوان 1341 الموافق ل 742ه، وليس ببعيد عن تاريخ تشييد مسجد سيدي بومدين بتلمسان الذي يعود إلى سنة 739ه. يتربّع مسجد الطبانة على مساحة تفوق 1200م2 (بينما يشير تيرو إلى 12000م2)، تيرو هو مترجم النص العربي المغربي المنقوش على الصفيحة الرخامية المعلّقة على يمين المحراب إلى الفرنسية، والّتي اكتشفت مرمية في حمام بن برنو سنة 1920م، وقد تزيد مساحة المسجد عن ذلك خاصة إذا ضمّت مكتبة التّوثيق التي تقع في شرقه والتي تحوّلَت إلى مسكن تعاقبت عليه أسر استفادت من سكنات جديدة وأهملت وظيفتها العلمية والتعليمية. وعندما سقطت مستغانم في أيادي الغُزاة الفرنسيين في 28 جويلية 1833م، استولوا على المسجد العتيق مسجد المحال وحوّلوه إلى مخزن للذّخيرة وقاعات أخرى إلى مراقد للحراس والصومعة برجاً للمراقبة، كما تشير بعض النصوص، واتّخذ كمربط للخيول.