الصحابي الجليل خُبَيْب بن عدي رضي الله عنه، هو أحد الأنصار الصّادقين، من قبيلة الأوس، لازم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منذ أن هاجر إليهم، وكان عَذْبَ الروح، قوي الإيمان. شارك في غزوة بدر، فكان جنديًّا باسلاً، ومقاتلاً شجاعاً، قتل عدداً كبيراً من المشركين من بينهم الحارث بن عامر بن نوفل. وقد أسر خُبيب بن عدي وزيد بن الدثنة من قبل بني لحيان، وربطوهما وساروا بهما إلى مكّة؛ حيث باعوهما هناك. وعندما سمع بنو حارث بوجود خبيب أسرعوا بشرائه ليأخذوا بثأر أبيهم الّذي قتله خُبيب يوم بدر، وظلّ خبيب في بيت عقبة بن الحارث أسيراً مقيّداً بالحديد. ثمّ قاموا إلى صلبه، حيث تقدم إليه أحد المشركين، وضربه بسيفه، فسقط شهيداً، وكانوا كلّما جعلوا وجهه إلى غير القبلة يجدوه مستقبلها، فلمّا عجزوا تركوه وعادوا إلى مكة. وبقى جثمان الشّهيد على الخشب الذي صُلِب عليه حتّى عَلِم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأمره، فأرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو فأنزلاه، ثمّ حمله الزبير على فرسه، وهو رطب لم يتغيّر منه شيء، وسار به، فلمّا لحقهما المشركون قذفه الزبير، فابتلعته الأرض، فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض.