أعلنت المعارضة الليبية أمس سيطرتها الكاملة على معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، دون أن تواجهها أي مقاومة. ورُفع العلم الجديد على بناية الجمارك. في وقت نفي رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل خبر منح مكافأة مالية (7,1 مليون دولار) للقبض على القذافي، حيث قال إن مجموعة من رجال أعمال ببنغازي بادروا بالفكرة وليس للمجلس أي علاقة بالموضوع. يأتي ذلك بعد سيطرة شبه كاملة على العاصمة طرابلس، بينما يدور الحديث في الأوساط الدبلوماسية عن صعوبة حفظ الأمن، خاصة وأن مشاهد القتل العمدي والتعذيب والتنكيل أضحت قوت الليبيين اليومي. ما جعل أمنستي أنترناشيونل والاتحاد الأوروبي تشجبها. وأحصت المنظمة الحقوقية قتل 150 سجين بالقنابل اليدوية في طرابلس على يد نجل القذافي خميس، فيما توفي 80 شخصا لعدم معالجة إصاباتهم بالمستشفي. وفي أبو سليم تركت جثث الموالين للقذافي في العراء تحت الشمس، كانوا مقيدي الأيدي وقتلوا برصاصة في الرأس. كما نقل صحفيون أجانب مشاهد التعذيب في الشوارع. ودعا الأئمة في صلاة الجمعة الليبيين إلى التهدئة وتفادي الانتقام. ومن جانبها سجلت هيومن رايتس ووتش حدوث عمليات القتل الجماعي ارتكبها الطرفان. وكُشف عن سجن جديد كان يمكث فيه 371 معتقلا، من بينهم 4 سيتابعون بينما يُطلق سراح 30 ويتم التحقيق في حالة الباقين، كما صرح محقق قضائي للصحفيين. فيما اقترح الأمين العام للأمم المتحدة إرسال قوات شرطة دولية لحفظ الأمن في المدن الليبية، وأن مشاورات ستجري في اجتماع مجموعة الاتصال في باريس بعد أيام. ولتفادي تكرار سيناريو العراق، قال علي الترهوني، نائب رئيس المجلس الانتقالي، إنه سيتم إدماج 90 بالمائة من رجال الشرطة الحالية. قد يستثني فقط أولائك ''الذين تلطخت أيديهم بالدماء''. ومن جانبه أعلن عبد الحكيم بلحاج، قائد القوات المعارضة التي اقتحمت العاصمة طرابلس، عن وضع كل المسلحين تحت قيادة عسكرية موحدة في طرابلس تدعى ''قيادة المجلس العسكري للمعارضة''. وتساءلت صحيفة ''كريسيان ساينسمونيتور'' عن معالجة معضلة القبائل والتعطش إلى الانتقام بعدما سقط عدوهم المشترك القذافي. وأشارت إلى مقتل يونس عبد الفتاح ومطالبة قبيلته بالقصاص. ذلك ما يؤكد أن صفوف المعارضة تتشكل من فصائل متعددة. وكان القذافي لعب على وتر الانقسامات بين القبائل في الشرق والغرب لتثبيت حكمه، حسب الصحيفة التي ترى أن تحول ليبيا إلى دولة قانون ليس أمرا هينا. هذا وقصفت القوات البريطانية، فجر أمس، نفقا بسرت قد يستعمله القذافي كمخبأ، وأعلن حلف الناتو عن تحطيم 29 سيارة عسكرية بنفس المدينة التي تعتبر آخر معاقل للقذافي. وقال مسؤولون تونسيون في منطقة الحدود إنهم يشعرون بالقلق من أن يمتد القتال في المنطقة بين المعارضة والمقاتلين الذين ما زالوا موالين لمعمر القذافي إلى أراضيها إذا فتحوا معبر رأس جدير. وذكر مصدر أمني تونسي ل''رويترز'' عند الحدود: ''لا تزال الاشتباكات مستمرة على الجانب الليبي.. هذا هو السبب في إغلاق المعبر''. وفي العاصمة طرابلس، عثر على 50 جثة متفحمة داخل معسكر تابع للواء 32 الذي يقوده خميس، نجل العقيد القذافي. ويبدو أنه جرى رمي المعتقلين بالرصاص قبل أن يتم إحراق أجسادهم.