ودّع ''الخضر'' نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون، بعد أن اكتفى أشبال حاليلوزيتش بنفس نتيجة الذهاب التي افترق عليها المنتخبان قبل عام في البليدة، لكن مع أداء أكثر رداءة ومستوى منحط للاعبين تبين أن فترة صلاحيتهم انتهت. باعتماده خطة دفاعية محضة، والاكتفاء بمهاجم واحد صريح، وبتوظيف سيء للاعبين لم يكن يتوقع من ''الخضر'' أن يحققوا نتيحة أحسن ويقدموا أداء أفضل من الذي سبق مشاهدته، والمخاوف من سيناريو كارثي آخر بعد ما عاشه الجزائريون في مباراة المغرب كانت منطقية، خاصة بعد الذي شاهدناه خلال المرحلة الأولى، فبعد أن رفض الحكم الموريتاني هدفا لبن يمينة من وضعية تسلل واضحة، بدأ التفوق يميل لأصحاب الأرض، ومعالم التفوق تجسدت في محاولة هنري يوسف الذي تلاعب بدفاع المنتخب الوطني، قبل أن يسدد جانبا. ومن جانبه حاول مطمور مغالطة الحكم ثلاث دقائق بعد ذلك بالسقوط في منطقة العمليات لكنه لم يفلح، ليبدأ الاستعراض مع الواقعية التنزانية، بوصول ساماتا لمرمى مبولحي في الدقيقة 22 بعد تمريرة في العمق من زميله خلفان الذي سحب نحوه جل مدافعي الخضر ليقدم كرة على طبق لساماتا الذي استغل خطأ مزدوجا من مبولحي والعيفاوي ليحرز هدف التقدم. رد فعل ''الخضر'' كان غائبا تماما وكاد أشبال بولسن يضاعفون النتيجة في (د34) بعد سلسلة من التمريرات القصيرة والمراوغات انتهت عند عبدي قاسم الذي سدد بقوة ووجدت مبولحي هذه المرة، حيث حوّلها للركنية قبل أن يعلن الحكم نهاية المرحلة الأولى بأخف الأضرار للتشكيلة الوطنية. وراجع المدرب حاليلوزيتش نفسه وقام ببعض التغييرات الضرورية كان أفضلها الدفع ببوعزة الذي كان له نشاط وحضور ملحوظ، وهو الذي حفظ ماء وجه الجزائريين بهدف التعادل بعد عشر دقائق من انطلاق المرحلة الثانية، بعد كرة طويلة من لحسن حولها بن يمينة بالرأس نحو لاعب ميلوال الذي استغل خروج الحارس جومالا ليضع الكرة في الشباك، هدف كان بالإمكان أن تتبعه أهداف أخرى بالخصوص من جانب الزوار لولا يقظة مبولحي في (د54) بعد تسديدة خلفان. وفي (د62) بعد انفراد ساماتا ومخالفة نقاسا القوية (د84)، ويقظة العيفاوي (د73) الذي تدخل في آخر لحظة أمام ساماتا ومصباح كذلك في (د88). ''الخضر'' كان بإمكانهم سرقة الفوز سيما في الدقائق الأخيرة، لكن ذلك لم يتجسد مع لاعبين مثل البديل غزال الذي ضيّع فرصة لا تعوّض في آخر ثواني المباراة لما روض ثم سدد الكرة بطريقة ضعيفة كانت سهلة بالنسبة للحارس التنزاني. وانتهت المباراة بتعادل ينهي طموحات النخبة الوطنية في التواجد في نهائيات الغابون .2012 ويمكن القول إن المنتخب الوطني بحاجة إلى دماء جديدة بعدما صار أغلبية الركائز غير قادرة على مواكبة وتيرة المنافسة الإفريقية وساعة رحيلهم قد حانت. زياني: ''انطلاقة جيدة مع المدرب الجديد'' ''هي انطلاقة جديدة مع مدرب جديد، لقد سجلت بارتياح رد فعل المنتخب الإيجابي بعد الهدف الذي تلقيناه، لقد ظهر المنتخب بشخصية قوية هذه المرة عكس ما كان يحدث معنا في السابق، حيث كنا ننهار بمجرد أن نتلقى هدفا في المباراة، أنا آسف على هذا الإقصاء لكني متفائل بالمستقبل وسنواصل العمل بكل جدية''. بوفرة :''هي الانطلاقة الجديدة بالنسبة للمنتخب!'' ''حتى وإن كانت النتيجة لا تخدمنا تماما ورهنت بشكل شبه كامل حظوظنا في التأهل، إلا أني راض تماما عن الأداء الذي ظهر به المنتخب خلال هذه المباراة، لقد خلقنا العديد من الفرص، والتعادل خارج الجزائر يبقى مع ذلك نتيجة مقبولة، وهي البداية الأمثل مع حاليلوزيتش، لقد وعدنا بانطلاقة جديدة معه ونحن في طريق تحقيق ذلك، ونعد بوجه أفضل خلال التصفيات المقبلة''. هذه تصريحات المدافع بوفرة الذي اعتبر التعادل أمام منتخب مغمور اسمه تنزانيا نتيجة إيجابية، وكأن المنتخب الوطني تعادل أمام أقوى المنتخبات العالمية. والذي شاهد المباراة يكون قد لاحظ الفرص العديدة التي ضيّعها المنتخب التنزاني. ويمكن القول إن الحظ ساهم في نجاة المنتخب الجزائري من الهزيمة، علما أن المنتخب المغربي عاد بثلاث نقاط من دار السلام. العيفاوي: ''لا تلوموني فأنا لم ألعب أي مباراة من قبل'' ''قدمت أفضل ما لدي في منصب الظهير الأيمن الذي ليس هو منصبي الأصلي، ولا أريد أن يلومني البعض على مردودي خاصة وأن الأمر يتعلق بالمباراة الأولى لي هذا الموسم، فلحد الآن لم أشارك في أي مباراة رسمية، وكل ما قمت به هو بعض الحصص التدريبية لا غير، وهذا ليس كافيا، أما هدف تنزانيا فلا يمكنني التعليق عليه. دار السلام: مراسلة خاصة بطاقة اللقاء ملعب دار السلام، طقس رطب، أرضية جيدة، جمهور متوسط، تحكيم للثلاثي المغيفري، دية الحسن وشيخ مامادو من موريتانيا. الأهداف: ساماتا (د22) لصالح تنزانيا بوعزة (د55) لصالح الجزائر تنزانيا: جومالا، جوما، أمير مفتاح (نقاسا د66)، إيغري، شعبان (رجابو 76)، نزار خلفان، هنري يوسف، ساماتا، عبدي، إدريس، داني رواندا. المدرب: بولسن الجزائر: مبولحي، العيفاوي، مصباح، بوفرة، بوزيد، مجاني (يبدة د56)، لحسن، زياني (غزال د77)، بلحاج (بوعزة د46)، مطمور، بن يمينة. المدرب: حاليلوزيتش أصداء من تنزانيا l حضر سفير الجزائر في أوغندا المباراة وتابع مجرياتها في المنصة الشرفية رفقة سفير الجزائر بتنزانيا، وظلا يشجعان رفقاء زياني إلى غاية اللحظة الأخيرة. l عكس ما كان متوقعا لم يتعد الجمهور التنزاني الذي حضر المباراة 30 ألف مناصر، رغم أن السلطات التنزانية أجرت حملة من أجل تعبئة الجماهير ودعوتها لمساندة منتخبها أمام الجزائر. l كان بعض أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في تنزانيا حاضرين في مدرجات ملعب دار السلام وساندوا المنتخب الوطني، حاملين الراية الوطنية. l أقحم المدرب حاليلوزيتش، وعلى غير العادة، المدافع كارل مجاني في منصب متوسط ميدان دفاعي لاسترجاع الكرات، بعدما كان منتظرا إشراكه في محور الدفاع لتغطية غياب عنتر يحيى المصاب. l استغنى المدرب حاليلوزيتش عن خدمات كل من مغني ومسلوب وزميله شادلي والحارس دوخة، وكذا مهدي مصطفى والمهاجم زياية وتجار، حيث تابع هؤلاء المباراة من المدرجات. l سجل بن يمينة أول مشاركة رسمية له مع المنتخب الوطني، حيث فضل المدرب البوسني الاعتماد عليه في الخط الأمامي بإقحامه أساسيا في أول ظهور رسمي له، لكن خرجة مهاجم فرانكفورت الألماني مع ''الخضر'' لم تكن موفقة وكان ظلا لنفسه. l سجل المهاجم عامر بوعزة عودة قوية للمنتخب الوطني، حيث كان دخوله في المرحلة الثانية موفقا بتسجيله هدف التعادل، ليفي بالوعد الذي قطعه قبل التنقل إلى تنزانيا عندما صرح في الندوة الصحفية أنه سيسعى لمساعدة الخط الأمامي. لكن هدف بوعزة لم يكن كافيا للحفاظ على حظوظ الجزائر في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا .2012 وضعية المجموعة الرابعة الجزائر أضعف منتخب والتأهل مستحيل أكد المدرب حاليلوزيتش، قبل التنقل إلى تنزانيا لخوض لقاء الجولة الخامسة، أن التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا قد ضاع بعد الهزيمة النكراء ضد المغرب. وقال أيضا إنه سيحضّر المنتخب لتصفيات مونديال .2014 وكان الناخب الوطني يدرك أن حظوظ الجزائر في التأهل إلى ''كان''2012 مستحيل، بالنظر للوضعية التي يتواجد فيها المنتخب في الترتيب العام. فالمنتخب الوطني يحتل المركز الأخير، أي أنه أضعف منتخب في المجموعة الرابعة وبرصيد 5 نقاط فقط، وبفارق أهداف 5- . في حين يملك المنتخب المغربي 7نقاط وبفارق أهداف +,4 ويحتل الصدارة، ويليه منتخب إفريقيا الوسطى ب 7نقاط و+.2 وإذا فاز أحد المنتخبين في المواجهة التي ستجمعهما اليوم فيعني أن تأشيرة التأهل تم الحسم فيها، أما إذا انتهت المباراة بالتعادل فإن الجولة الأخيرة ستكون الفاصلة بين المنتخبين المغربي وإفريقيا الوسطى. أما منتخبنا فعليه الفوز على إفريقيا الوسطى بنتيجة عريضة جدا وانتظار هزيمة المغرب في المغرب ضد تنزانيا، وهو سيناريو مستحيل. الجزائر: ع. ز