باركت لويزة حنون، أمس في وهران، موقف الحكومة الجزائرية من الأزمة الليبية، ودعتها إلى مقاومة الضغوط المفروضة على كل دول العالم من طرف ''الامبريالية العالمية للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي''، الذي اعتبرته مناولة لفائدة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي توظف فرنسا وبريطانيا وحلف الأطلسي لتنفيذ مخططها ''الشرق الأوسط الكبير''. اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال أنه على ''الجزائر أن تواصل مقاومة كل الضغوط الممارسة عليها للاعتراف بالمجلس الوطني الليبي ''الذي لا يمثل الشعب الليبي، وإنما هو منتوج انقلاب عسكري دولي في إطار مخطط واضح يهدف إلى ''صوملة'' الساحل الإفريقي، تشارك فيه تركيا أيضا بصفتها عضوا في حلف الأطلسي، والتي تريد التموقع في المغرب العربي''. وأضافت لويزة حنون أن ''الذي يحدث في ليبيا يختلف عن ثورات الشعبين التونسي والمصري. في ليبيا لا توجد أحزاب ولا نقابات ولا توجد مطالب شعبية واضحة. الشيء الوحيد المعروف هو المطالبة بطرد القذافي، الذي كان بالأمس القريب حليف الذين سلحوا المتمردين الليبيين. إننا أمام وضع خطير للغاية، ستتحمل تداعياته كل دول المنطقة. وهو ما يجعلنا في حزب العمال نعلن حالة الاستنفار القصوى، لأن بلادنا في خطر، جراء التسرب الكبير للأسلحة التي سقطت بين أيدي الإرهابيين''. وانتقلت لويزة حنون إلى معطيات أخرى لتعزيز موقف حزبها من الأزمة الليبية، وقالت ''إن النظام الامبريالي العالمي الذي يقوم بالحرب في أفغانستان، سمح لحليفه قطر بفتح تمثيلية للطالبان فوق أرضه. في إطار ما سمح به هذا النظام العالمي لنفسه من حق في خلق حروب أهلية لفرض هيمنته، وهدم دول ليستفيد من ملايير إعادة إعمارها، مثلما يحدث حاليا في ليبيا، حيث بدأت القوى الامبريالية تتسابق لتقاسم الطورطة المتمثلة في 200 مليار دولار من ودائع ليبيا في البنوك المصارف الغربية. في الوقت الذي يعرف العالم ما خلفه هذا النوع من التدخل العسكري في القرن الافريقي، أين يواجه 20 مليون آدمي خطر الموت جوعا، بعد تفكيك الدولة الصومالية وفتح الباب أمام العصابات لخوض حرب أهلية. إننا أمام محاولة ''صوملة ليبيا'' وإذا تحقق هذا المخطط الغربي فإن 6 دول المجاورة لهذا البلد مهددة هي الأخرى ب''الصوملة''. وعليه يجب علينا أن نقاوم هذا المخطط وعلى الجزائر أن تتمسك بموقفها المبدئي بخصوص الأزمة الحاصلة في هذا البلد الشقيق''. وفي حديثها عما يجري في الجزائر، باركت لويزة حنون الإصلاحات السياسية التي أعلنها رئيس الجمهورية، لكنها سجلت أنه ''لو تحقق الإصلاح عن طريق إنشاء مجلس تأسيسي يضع دستورا جديدا يختار النظام البرلماني الذي يضمن مراقبة الشعب للأداء الحكومي، لدخل رئيس الجمهورية التاريخ من بابه الواسع''، ثم استدركت ''مثلما سجل التاريخ اسمه لما أعاد السلم للبلاد بفضل سياسة المصالحة الوطنية''. ووجهت مجموعة من الانتقادات للإصلاحات السياسية المعلن عنها، والتي تعتبر أنه ''وضعت العربة قبل الثيران فيها''. وقالت إن هذه الإصلاحات ''معوجة، لأن الأصل هو الدستور وليس القوانين العضوية، ولا يمكن إخراج الحي من الميت. فقانون الانتخابات المقترح ما زال يحمل آليات التزوير، ما دامت الإدارة تتحكم في تنظيمها. وما زالت فلسفة الحزب الواحد تفوح من مجموع ما تم اقتراحه من إصلاحات''. وبخصوص الساحة الاجتماعية، قالت لويزة حنون لقد حققنا انتصارات كبيرة''. وعددتها في مجال رفع الأجور، التشغيل، السكن وغيرها. ولم تفوت لويزة حنون الفرصة لتحيي ''الشعب الجزائري وشبابه الذي اتخذ موقفا تاريخيا رفض الانسياق وراء الدعوة المشبوهة للثورة المستوردة يوم 17 سبتمبر. وبرهن مرة أخرى أنه يتحلى بالوعي وحب الوطن. لكن السؤال هو هل فهمت الحكومة والرئيس رسالة الشباب الجزائري؟'' كما قالت.