صرّح أستاذ جامعي أمريكي متخصص في العلاقات الدولية، بأن ''حالة من الغموض'' تميز العلاقات بين الولاياتالأمريكيةوالجزائر، بسبب دعم واشنطن حركات التغيير في تونس وليبيا، وبسبب موافقتها على تدخل حلف شمال الأطلسي في الصراع المسلح بين طرفي الأزمة الليبية. نزل البروفيسور روبرت مورتمر، أستاذ العلاقات الدولية، المتخصص في علاقات واشنطنبالجزائر، بجامعة هارفارد، أمس، ضيفا على جريدة ''الشعب'' بالعاصمة، للحديث عن ما يسمى ب''الربيع العربي'' وإفرازات حركات التغيير الشعبية على مستقبل المنطقة. وذكر مورتمر بأنه ''معجب بالسياسة الخارجية للجزائر، خاصة في فترتي الستينيات والسبعينيات عندما كانت منخرطة في دول عدم الإنحياز، ورائدة حركات التحرر في العالم الثالث، وكانت مؤثرة في تغيير العلاقات بين الشمال والجنوب. ولكن دورها الريادي تراجع لعدة أسباب، منها ما هو موضوعي''. ويعتقد الباحث الأمريكي، الذي قال بأنه على دراية بالسياسة الخارجية الجزائرية منذ استقلال البلاد، إن العلاقات مع الولاياتالمتحدة ''تمر حاليا بفترة غموض، سببها الدعم الأمريكي للتغيير في تونس وليبيا''. وأوضح الأستاذ الجامعي الأمريكي أن المغرب العربي ''على درجة كبيرة من الأهمية في استراتيجية الولاياتالمتحدة، بالنظر للوضع الذي يسود الساحل الإفريقي وإفريقيا بشكل عام، والشرق الأوسط أيضا''. مشيرا إلى أن واشنطن ''تشعر بأن لديها مسؤولية تاريخية تجاه شمال إفريقيا، ويعود ذلك إلى فترة الحرب الباردة''. وسئل مورتمر عن سبب عدم تدخل الولاياتالمتحدة عسكريا في ليبيا كما فعلت في العراق عام ,2003 فقال: ''لم يكن ذلك ممكنا بعدما أعلنت الحكومة الأمريكية انسحاب قواتها تدريجيا من العراق، ثم إن باراك أوباما ليس جورج بوش الذي لم يفهم الواقع في العراق، ومارس التضليل على الرأي العام الأمريكي''. وتابع: ''بعد الذي حدث ويحدث في العراق، تشعر الحكومة الأمريكية أن الرأي العام المحلي لن يرض عن تدخل محتمل في ليبيا، وقد ترددت في التدخل في البداية، لأن الوضع كان بصدد التوجه إلى الحرب الأهلية، وليس التغيير السلمي''. وعاد روبرت مورتمر إلى سنوات بعيدة، في تحليل العلاقات الجزائريةالأمريكية، التي مرت، حسبه، بفتور خلال أزمة الصواريخ بكوبا عام .1962 حينها كانت الجزائر من أكبر حلفاء النظام الكوبي بقيادة فيدال كاسترو. وانقطعت العلاقات بين البلدين نهائيا بسبب الحرب العربية الاسرائيلية 1967 و.1973 وعرفت الاستقرار بعد عودة الدفء إليها، ''بفضل دور هام قام به بوتفليقة عندما كان وزيرا للخارجية''، حسب مورتمر، الذي تحدث عن مفاوضات أجراها بوتفليقة، حينها، مع وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر. وأوضح بأن العلاقات الثنائية عرفت تطورا نوعيا، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ''فقد بادر بوتفليقة بمساع لتوثيق العلاقة مع الولاياتالمتحدة، بعد أن أقرَت الحكومة الأمريكية بأن الجزائر شريك هام في الحرب على الإرهاب''.