أكد البروفيسور روبرت مورتيمور أستاذ العلوم السياسية بجامعة هافارد بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس، بالجزائر العاصمة، أن العلاقات الجزائريةالأمريكية تميزت بالتوتر قبيل وبعد استقلال الجزائر وعرفت استتبابا خلال تقلد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وقتئذ منصب وزير الخارجية، حيث كانت الولاياتالمتحدة تثمن دوره في السياسة الدولية منذ ذلك الوقت ومازالت تفعل حتى الآن. وأوضح الأستاذ روبرت مورتيمور المختص في العلاقات الدولية، أمس، خلال تنشيطه لندوة بيومية ''الشعب'' حول موضوع ''العلاقات الجزائريةالأمريكية، آفاق مستقبلية'' أن الولاياتالمتحدة كانت تدعم الثورة الجزائرية بشكل محتشم، كون أمريكا شريكا لفرنسا في إطار حلف الشمال الأطلسي، وقال إن جون كيندي عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ ألقى خطابا يدعم فيه القضية الجزائرية. وأشار إلى أن العلاقات الأمريكيةالجزائرية عرفت فترات من التوتر أثناء الثورة التحريرية بسبب الحليف الفرنسي ثم عرفت سوء تفاهم بسبب أزمة الصواريخ الكوبية، وقال إنه بتقلد السيد عبد العزيز بوتفليقة منصب وزير الشؤون الخارجية الجزائرية شهدت العلاقات نوعا من الانفراج واستقرت على نحو أصبحت الخارجية الأمريكية تثمن العلاقة الجزائريةالأمريكية إلى يومنا هذا. وأعرب المتحدث عن إعجابه الشديد للسياسية الخارجية للجزائر لاسيما في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إذ كانت الجزائر قوة فاعلة ضمن العالم الثالث ومنظمة عدم الانحياز ومجموعة ال,77 وقد انسحبت تدريجيا بحكم التغيرات التي طرأت على الأوضاع الداخلية والخارجية، مؤكدا دور الجزائر كقوة مؤثرة أدت إلى تغيير العلاقات بين الشمال والجنوب. وفي هذا الشأن، كشف المتحدث أنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 أقرت الولاياتالمتحدة أن الجزائر شريك هام في مكافحة الإرهاب خلال العشرية الأخيرة، مشيرا إلى تواجد تركيز كبير في مجال التعاون العسكري في إطار ما يسمى بمبادرة مكافحة الإرهاب في الساحل الصحراوي، ورافق هذا الاهتمام زيارات عديدة لقادة عسكريين على أعلى مستوى إلى الجزائر للنهل من التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب. وتابع السيد مورتيمور التطرق لنوع العلاقات الراهنة بين البلدين التي طغى عليها التعاون العسكري والأمني بشكل كبير، وقال إن هناك تعاون غير عسكري، من خلال إطلاق مجموعة من البرامج تدعم بعض القطاعات الحساسة على غرار قطاع التعليم العالي، حيث رصدت 3,2 مليون دولار لهذا الغرض وأشار إلى بعض المشاريع الاقتصادية التي وصفها بالمتواضعة. وعرج ضيف جريدة ''الشعب'' على القضية الفلسطينية، موضحا أن سياسة أمريكا تجاه فلسطين سياسة غير منتجة لأنها تدعم الطرف الإسرائيلي، وعلى الرئيس أوباما التحرك ببطء لوضع حل وسط للمعضلة.