محمد القادري ل''الخبر'': الوضع متوتر والجيش أطلق النار لتفريق المتظاهرين فرضت السلطات التونسية، الليلة الماضية، حظرا للتجول في منطقة سيدي بوزيد عقب أعمال عنف وتخريب طالت مقرات رسمية وحزبية، اندلعت مباشرة بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، وإلغاء فوز قائمة بمقعدين من بين المخصصة لمنطقة سيدي بوزيد. أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس الجمعة، عن قرار حظر التجول في سيدي بوزيد، بدءا من الساعة السابعة مساء إلى غاية الساعة الخامسة صباحا، للحد من أعمال العنف والتخريب والفوضى التي شهدتها المدينة منذ ليلة الخميس، بعد قرار الهيئة المستقلة للانتخابات إسقاط قوائم ''العريضة الشعبية'' لمدير ''المستقلة'' التي فازت في المدينة، وعمت حالة الفوضى كافة أنحاء المدينة، حيث خرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الشوارع التى تم إغلاق أغلبها بالإطارات المطاطية المحروقة والحجارة والحاويات وتجمعوا على امتداد الشارع الرئيسي. وأغلقت، صباح أمس الجمعة، كافة المؤسسات التربوية والعمومية وأغلب المحلات التجارية بالمدينة. وتعرض مقر الولاية إلى محاولات اقتحام ورشق بالحجارة من قبل مجموعات من المحتجين، تصدت لهم قوات من الأمن والجيش التونسي باستعمال الغاز المسيل للدموع. وطالت أعمال التخريب مبنى البلدية ومقر المحكمة الابتدائية، وتم اقتحام مركز للتكوين المهنى وحرق سيارات. كما تعرضت مقرات حركة النهضة بمدن بوزيان والمكناسي والرقاب التابعة إلى سيدي بوزيد، إلى عمليات سرقة وتخريب، وحرق عربة قطار، كما دعا ناشطون على الفايسبوك إلى إضراب عام في سيدي بوزيد. وقال النشاط النقابي في سيدي بوزيد محمد القادري ل''الخبر'' إن ''الوضع في سيدي بوزيد كان متوترا، والجيش اضطر إلى إطلاق أعيرة في الهواء لتفريق المتظاهرين''، مشيرا إلى أن مسيرات انطلقت بعض صلاة الجمعة في مدينة سيدي بوزيد والمدن القريبة منها، للمطالبة بحفظ النظام العام. وسريعا دعا رئيس حركة النهضة سكان منطقة سيدي بوزيد إلى الهدوء وتفويت الفرصة على أعداء الاستقرار في تونس، ووعد الغنوشي سكان المنطفة التي كانت مهدا للثورة التي أطاحت بنظام بن علي.وقال الغنوشي: ''نحيي سيدي بوزيد أين انطلقت شرارة ثورات تونس في الماضي وصولا إلى ثورة الكرامة، ونعدهم أن النهضة لن تنساهم ولن تنسى فضلهم على الشعب التونسي وندعوهم إلى عدم الاستجابة إلى دعوات التفرقة والتحريض''، مضيفا ''الأولوية لعائلات شهداء وجرحى الثورة التونسية وللتنمية ودعم قطاع الاستثمار والسياحة، ومحاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة''، وقال ''نحن ندرس تشكيل حكومة وحدة وطنية خاصة مع الأحزاب التي شاركتنا في النضال ضد بن علي''، وكشف عن لقائه برئيس حزب التكتل من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر. وقال المتحدث باسم الحزب محمد بن نور ل''الخبر'' إن ''الحزب مستعد للتحالف مع النهضة التي رافقت حزب التكتل في نضاله ضد بين علي''.