قادت حسن نيّة السيدة ''م'' إلى قبول دعوة اللّقاء الموجّهة من طرف طليقها، الذي اختار أحد البيوت البلاستيكية الكائنة بمشتلة الزهور بسطاوالي مسرحا لتنفيذه جريمته، بعد أن أوهمها أنّ سبب الطلب يكمن في إنهاء الخلاف وإعادة تجديد علاقة الزواج. بخطى متفائلة، تقدّمت الضحيّة من طليقها، دون أن تدرك أنّها على موعد مع الموت، غير واضعة في الحسبان أنّه يضمر لها شرّا، بسبب سوء التفاهم الذي طبع علاقتهما الزوجية. وجاء الجاني مترصّدا غفلتها في جانفي2011 في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، داعيا إياها لمرافقته إلى مركز تجاري مجاور للمشتلة، قبل أن يدخلا أحد البيوت البلاستيكية ليوجّه لها طعنات قاتلة على مستوى البطن. وتضمنت شهادات شهود العيان أنّ المتهم في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، واصل توجيه طعناته على مستوى أنحاء من جسدها، بالرغم من سقوطها أرضا، قبل أن يتدخّل صاحب المشتلة الذي لفت انتباهه صراخ امرأة، غير أنّه لم يتمكن من توقيف الجاني ومقاومته بعد أن أشهر الخنجر في وجهه، لتنتهي المأساة بتدخل عمال المشتلة الذين نجحوا في نزع أداة الجريمة وتوقيف الجاني إلى غاية قدوم مصالح الأمن، في حين توفّيت الضحية بمسرح الجريمة متأثرة بجروح بليغة مست الكبد والأوعية الدموية، ما تسبّب في حدوث نزيف داخلي وخارجي لها، حسب نتائج الطب الشرعي. ومواصلة للتحقيق الجنائي، أثبتت الخبرة العقلية أنّ الجاني كان بكامل قواه العقلية، وهو ما تأكّد من خلال مراحل التحقيق مع الجاني، حيث أكّد أنّه لم تكن له نيّة التفاهم مع طليقته، وإنّما ربط لها موعدا مع الموت سيواجهه المتهم أيضا، بعد أن أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة حكما بالإعدام ضدّه.