الجزائريون يريدون التخلص شيئا فشيئا من النفوذ الفرنسي بخصوص الاستثمارات استبعد سفير بريطانيا في الجزائر أن تنساق الجزائر في الظرف الإقليمي المتسم بالاضطرابات في الوطن العربي. وقال إن البلاد في منأى عن ''الربيع العربي''، وأن خطر اللاأمن منخفض جدا بالمقارنة مع الجيران، إلا ما تعلق بالإرهاب في منطقة الساحل الذي تعمل الجزائر على مكافحته. صرح السفير البريطاني في الجزائر، مارتن روبر، على هامش لقاء تشاوري لرجال الأعمال البريطانيين، ليلة أمس، بلندن، بأن التجربة التي مرت بها الجزائر خلال مرحلة التسعينات نأت بها عن الانسياق في الأحداث التي يشهدها العالم العربي، أو ما يعرف بالربيع العربي، مشيرا إلى تراجع خطر اللاأمن في الجزائر إذا ما قورن بالحاصل عند الجيران. وتحدث السفير مارتن روبر عن موقف الجزائر من القضية الليبية، ودعم موقفها، من جانب حماية حدودها. وقال: ''من حق الجزائر تأمين نفسها''. بينما أشار إلى بقاء خطر الإرهاب في الساحل، والجزائر تعمل رفقة بلدان المنطقة على محاربته. وأوضح ممثل الدبلوماسية البريطانية في الجزائر، مثلما نقل موقع الصحيفة الجزائرية الإلكترونية الصادرة بلندن ''ألجيري برس أون لاين''، أن ''العلاقات بين الجزائر وبريطانيا ممتازة، خاصة في مجال الطاقة والتعاون الدفاعي والعسكري''. وتحدث عن ملفات عدة تهم البلدين، على أن هناك ''تسهيلات وإجراءات اتخذت فيما يتعلق بحرية تنقل الأشخاص بين البلدين، قائلا فيما يتعلق بالتبادل التجاري بين البلدين إنه ''عرف قفزة نوعية خاصة في الثمانية أشهر الأولى من هذا العام، حيث زادت المبادلات بنسبة كبيرة جدا''. وتعاطى السفير مارتن روبر مع الإجراءات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة الجزائرية، وفي مقدمتها التعامل مع الأجانب بقاعدة 49 و51 في المائة، في إطار الشراكة، موضحا أن القاعدة الاقتصادية ''تمس بالاستثمار''، لكنه أكد أمام رجال أعمال بلده، أنه ينبغي عليهم التأقلم مع الواقع الاقتصادي الجديد، وأشار إلى أنه رغم إقرار هذه القاعدة الاقتصادية إلا أن العديد من الشركات البريطانية لازالت تعمل بالجزائر. ووجه السفير ''نصائح'' لرجال الأعمال البريطانيين بالتوجه للاستثمار في الجزائر والسعي إلى التأقلم مع مقتضيات الإدارة، وكذلك البحث عن شركاء جزائريين يندمجون في شركاتهم، لتسهيل أعمالهم، طبقا للتعليمة الحكومية التي وضعها الوزير الأول أحمد أويحيى في العام .2009 وقال المتحدث، مرغبا رجال أعمال بلاده في الاستثمار بالجزائر، إن ''الجزائريين يريدون التخلص شيئا فشيئا من النفوذ الفرنسي فيما يتصل بالاستثمارات''، وأن بريطانيا ''مصنفة في المرتبة ال13 ضمن الدول المصدرة للجزائر''، ما يعني، حسبه، أن ''الطريق مازال بعيدا فيما يتعلق بالتبادل التجاري''. وكشف مارتن روبر أن الجزائر ستفتح سفارتها الجديدة في بريطانيا، شهر جوان المقبل، في حفل يحضره سياسيون ورجال أعمال، بينما عرف اللقاء تدخلات عديدة من قبل البريطانيين، اتفقوا من خلالها على أن بريطانيا ''لا تولي اهتماما كبيرا للأحداث في الجزائر عبر ممثليها وخاصة في الإعلام البريطاني، ولا تعطي أهمية لزيارة أي مسؤول بريطاني إلى الجزائر''، في معرض شرحهم غياب الدعاية الخاصة بالجزائر. في المقابل، دعوا الجزائريين للترويج لبلادهم.