قال سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، إن المركز ينظم تظاهرة ثقافية خاصة بالذكرى الخمسين لوفاة فرانز فانون، من 6 إلى 9 ديسمبر المقبل بالجزائر العاصمة. وأوضح حاشي، أول أمس، بتلمسان خلال ندوة صحفية بالمركز الدولي للصحافة عشية انطلاق الملتقى الدولي حول ''المقاومة الشعبية والحركة الوطنية في تلمسان ونواحيها''، أن التظاهرة تشهد تنظيم سلسلة من النشاطات، منها محاضرات ومعارض للصور حول هذه الشخصية البارزة التي ساندت قضية الثورة الجزائرية. ويعدّ فرانز فانون طبيبا نفسانيّا وفيلسوفا اجتماعيا، من مواليد فور دو فرانس بجزر المارتنيك، عرف بنضاله من أجل الحرية وضد التمييز والعنصرية. خدم خلال الحرب العالمية الثانية في ''جيش فرنسا الحرّة''، وحارب ضد النازيين. التحق بالمدرسة الطبية في مدينة ليون، وتخصص في الطبّ النفسي، ثم عمل طبيبا عسكريا في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي. عمل رئيساً لقسم الطبّ النفسي في مشفى بليدة في الجزائر، حيث انخرط منذئذ في صفوف المطالبين باستقلال البلد عن فرنسا. وعالج ضحايا طرفي الصراع، على الرغم من كونه مواطنا فرنسيا. وفي عام 1955 انضم فانون كطبيب إلى جبهة التحرير الوطني، وساند الثورة الجزائرية. غادر سرّاً إلى تونس، وعمل طبيباً في مشفى منوبة، ومحرراً في صحيفة ''المجاهد'' الناطقة باسم الجبهة، كما تولى مهمات تنظيمية مباشرة، وأخرى دبلوماسية وعسكرية ذات حساسية فائقة. وفي 1960 صار سفير الحكومة الجزائرية المؤقتة في غانا. توفي فانون عن عمر يناهز 36 بمرض سرطان الدم، ودفن في مقبرة العاليةبالجزائر العاصمة يوم 6 ديسمبر .1961 يعتبر أحد أبرز من كتبوا عن مناهضة الآخرين في القرن العشرين. ألهمت كتاباته ومواقفه كثيراً من حركات التحرر في أرجاء العالم لعقود عديدة. آمن فرانز فانون بأن مقاومة الاستعمار تتم باستعمال العنف فقط من جهة المقموع، فما أخذ بالقوة يستعاد بالقوة. يذكر أن افتتاح ملتقى تلمسان حضرته عدة شخصيات وطنية ودولية مهتمة بتاريخ الحركة الوطنية في الجزائر، على غرار علي هارون هارون والهادي البكوش، رئيس الحكومة التونسي الأسبق.