توفي، فجر أمس، بعيادة الدويرة في العاصمة، الشاب عبد الله قبيلي الذي حاول الانتحار بحرق جسده قبل نحو أسبوع بورفلة، متأثرا بالحروق العميقة التي أصابت جسمه، والتي صنفت في الدرجة الثالثة. وذكرت مصادر طبية متابعة لهذه الحالة ل''الخبر'' أن هذه النهاية المأساوية كانت متوقعة، رغم مجهودات الفريق الطبي المعالج، سواء في مستشفى ورفلة أو بعد نقله إلى العيادة المتخصصة في علاج الحروق بالدويرة في العاصمة، بالنظر إلى خطورة وعمق الحروق التي أصابت نحو 90 بالمائة من جسمه، والتي قضت على الجلد وبات معها الجسم دون أي حماية. وذكر مصدر طبي شرعي ل''الخبر'' أن الأرجح في مثل هذه الحالات، هو أن يتم تشريح جثة الشاب المتوفى على مستوى مصلحة الطب الشرعي المختصة إقليميا في الدويرة، تحت إشراف القضاء لتحديد أسباب الوفاة، ما يعني أن نقل الجثة لدفنها في ورفلة قد يتأخر بعض الوقت. وكانت ''الخبر''، في آخر زيارة للشاب عبد الله، بمستشفى ورفلة، عشية نقله إلى العاصمة للعلاج، قد وقفت على حالة إنسانية مؤثرة جدا، بدا فيها الشاب باكيا ومتأثرا لحالته. وكان الموقف مؤثرا جدا وهو يخاطب والي ورفلة الذي زاره في مصلحة الإنعاش، بعبارات مكسورة ومبعثرة بقوله ''يا الشيخ 30 سنة وما درنا والو''، وهي الكلمات التي رد عليها الوالي، وطلب منه عدم إجهاد نفسه بالقلق والحديث وهو في هذه الحالة، وبأن المهم هو أن يشفى، أما ''هم الدنيا فمقدور عليه''، كما بدا والده، متماسكا ومؤمنا، وهو يتحدث إلى الوالي ومن معه من المسؤولين عن هم ابنه وهموم الشباب الذين تعمق سخطهم وإحساسهم باليأس والغبن في هذه المنطقة، التي باتت تعرف توترات دائمة بسبب مشكل التشغيل. وكان الشاب المتوفى البالغ من العمر 30 سنة قد حاول الانتحار بحرق نفسه بالبنزين أمام مكتب مدير التشغيل بورفلة قبل نحو أسبوع، بسبب عدم تمكينه من الحصول على فرصة عمل، قيل إنه يكون قد تلقى وعودا بها من المسؤولين في وقت سابق. وعاد متابعون للشأن المحلي وعقلاء وأعيان في ورفلة إلى التأكيد مرة أخرى على ضرورة أخذ الدرس والعبرة من هذه الحادثة المأساوية، التي حذروا من استغلالها في تحريك الفوضى والاحتجاجات، بفتح الحوار مع الشباب والاستماع إليهم، والعمل على معالجة جذرية ومسؤولة لملف التشغيل الذي تحوّل إلى مصدر مباشر لاحتجاجات الشباب.