الانتخابات التي تحصل الآن في البلاد العربية التي أطاحت بطغاتها، لقنت الأنظمة درسا مهذبا في إمكانية تداول السلطة عند العرب، وبأننا شعب ''تلبق'' لنا الديمقراطية، ولسنا كما أشاعوا حولنا بأننا همج.. والأهم من ذلك أن هذه الانتخابات أكدت للأنظمة أن الذي خلق الزعيم السابق خلق غيره، وبأنه ليس صحيحا مثلما كانوا يقولون لنا بأن لا أحد يقدر على إدارة دفة البلاد غير هذا الشخص، لأنه سليل الآلهة، أو نصفه بشر ونصفه إله! كثير من ''الفزاعات'' التي كانت الأنظمة المستبدة تخيف بها شعوبها في حال سقطت، لم تحصل، منها الحرب الأهلية، ومنها الفوضى، ومنها أن يأتي ظلاميون يحملون سيوف الردة ويطيحون برؤوس الرعية في الشوارع، هذا إلى جانب تهديد الشعب بأنه سيصبح لعبة في أيدي الغرب، ينهبون خيراته ويأكلون خبزه ويشربون حليب نوقه، وهذه الأخيرة أطلقها القذافي ذات تهديد لشعبه؟! والسؤال الموجه إلى تلك الأنظمة: ألم يكن هذا هو ما تفعلونه أنتم بشعوبكم؟ ألم تطلقوا المأجورين في الشوارع ليقمعوا المتظاهرين بالسيوف والعصي، وهذا أضعف العقاب؟ ألم تجعلوا مرافق الدولة ومؤسساتها فوضى بسبب الفساد؟ ألم تكونوا الإصبع الصغرى في كف الغرب؟! ألم تدافع بعض دول الغرب عنكم وحاولت حمايتكم من السقوط، ولكنها لم تستطع؟! المشكلة الأهم الحاصلة بين النظام والشعب، هو الكذب، حيث ''يظل الرئيس يكذب على رعيته حتى يكتب عند الشعب.. كذابا''! [email protected]