مفتي ليبيا يدعو الثوار لمغادرة طرابلس عرض وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الذي وصل العاصمة الليبية طرابلس، أمس، في زيارة لم يعلن عنها، تقديم المساعدة للسلطات الجديدة في مجال بناء الدولة بعد رحيل العقيد معمر القذافي، في وقت حذر الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، فرع ليبيا، من مؤامرة تقودها جهات عربية وغربية ضد ليبيا. قال ليون بانيتا، ثاني مسؤول أمريكي كبير يزور طرابلس بعد هيلاري كلنتون، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الليبي، عبد الرحيم الكيب، أمس، إن ''ليبيا تواجه طريقا طويلا وصعبا للانتقال من حكم الرجل الواحد الذي استمر 42 عاما، وتوحيد الميليشيات التي أطاحت بمعمر القذافي''. وأضاف أن ''ليبيا تواجه تحديات قاسية في توحيد القوات وتأمين مخازن السلاح وبناء جيش وقوة شرطة ومؤسسات ديمقراطية''. وهو ما دعاه إلى عرض خدمات بلاده لبناء علاقة شراكة مهمة في المجال الأمني، حسبما ما قال. وتأتي زيارة بانيتا إلى طرابلس، بعدما رفع مجلس الأمن عقوبات عن البنك المركزي الليبي ووحدة تابعة له، ممهدا الطريق أمام الإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات المحتجزة في الخارج لتخفيف أزمة السيولة الحادة. وبادرت الولاياتالمتحدةالأمريكية برفع التجميد عن أكثر من 30 مليار دولار من الأصول الحكومية الليبية. لكن الوضع المتعفن في البلاد دفع أطرافا عديدة لانتقاده بشدة، كما هو الشأن مع الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، فرع ليبيا، عبد المنعم الحر، الذي حذّر مما أسماه مؤامرة تقودها جهات عربية وغربية ضد ليبيا لتسخيرها عبر ''القوة الناعمة'' لتنفيذ أجندات خاصة. وانتقد عبد المنعم الحر، في مقابلة مع قناة ''العالم'' الإيرانية، تدمير صواريخ الدفاع الجوي في ليبيا من طرف خبراء أمريكيين. وقال إن ''تدمير هذه الصواريخ عملية إشلال تامة لقدرات الشعب الليبي داخل أرضه وإقليمه، حيث أصبحت ليبيا الآن لا تمتلك الأسلحة التي يمكن أن تواجه بها دولا متقدمة تكنولوجيا، كما أن الشركات الأمريكية تستفيد مستقبلا من عملية إعادة بناء القدرات العسكرية في بلدنا''. وتحدث الحر عن تقسيم ليبيا سياسيا من خلال دعم جهات عربية وغربية لقوى سياسية متناحرة في الداخل الليبي، واعتبر أن ''الغرب يسيطر الآن تقنيا وسياسيا على ليبيا وكذلك اقتصاديا، وأن الخبرة الأمريكية في هذا المجال طويلة جدا''. وفيما يتعلق بالدور القطري في ليبيا، قال الحر إن ''قطر لديها اليوم أجندة تنفذها في ليبيا، وعلينا أن نأخذ في اعتبارنا أن كل من قدم دعما لهذه الثورة لم يكن يسعى لحماية المواطن الليبي ووقف سفك دماء الليبيين، بل كانت له بالدرجة الأولى مصالح داخل ليبيا، ويجب علينا نحن كثوار أن نجير مصالح هذه الدول العربية والغربية لمصلحة ليبيا''. ميدانيا، دعا رئيس المجلس الأعلى للإفتاء، الشيخ الصادق الغرياني، الكتائب العسكرية للثوار الموجودة بطرابلس للخروج منها، تلبية لمطالب قاطنيها، معتبرا ذلك ''واجبا شرعيا''. وفي بنغازي، خرجت جموع غفيرة، أول أمس الجمعة، مطالبة المجلس الانتقالي بتصحيح مسار الثورة واستبعاد أعوان العقيد الراحل معمر القذافي من المناصب السيادية في المجلس والحكومة. ورفع المتظاهرون جملة المطالب المعروفة، أبرزها اعتماد مبدأ الشفافية ومعرفة الأموال المصروفة من قبل المجلس، وتفعيل القضاء الليبي، ونشر محاضر جلسات المجلس الوطني وعلانية جلساته. وطالبوا أيضا بضرورة توزيع الوزارات على كافة المدن الليبية، وضرورة انتخاب المجالس المحلية من جديد. أما إعلاميا، فقد دشن عبد الرحمن الكيب، أول أمس، قناة ''ليبيا'' الرسمية. وأوضح رئيس الوزراء أن ''هذه القناة أنشئت تلبية للرغبة الملحة من الشعب وتنفيذا لقرار المجلس الانتقالي، وستكون تحت إشراف وزارة الثقافة والمجتمع المدني''.