أجمع، أول أمس، المشاركون في ملتقى جمعية الخلدونية ''بسكرة عبر التاريخ''، الذي خصصت طبعته العاشرة لمناقشة موضوع ''الزوايا الصوفية ودورها في المحافظة على الشخصية الوطنية ''، على أن الزوايا كانت منطلق المقاومات الشعبية، وحصنا منيعا للمحافظة على الهوية الوطنية، أمام محاولات المستعمر الفرنسي الذي استعمل شتى الطرق للإساءة إليها وتحطيمها. أوضح شيخ زاوية الهامل، مأمون القاسمي، أن ما كتب عن تاريخ الجزائر في عهد الاحتلال كان بأيادٍ وأفكار أجنبية، وبعض أبناء الجزائر لكن بخلفيات سياسية وفكرية، ما أدى إلى تحريف وطمس الحقائق. ووصف المتدخل الزوايا بالقلاع والمنارات العلمية التي أسسها الصالحون وجعلوها حصونا منيعة حفظت مقومات الأمة وعقيدتها وشخصيتها ووحدتها. كما تطرق بعض الأساتذة إلى الدور الديني والتربوي للزوايا الصوفية، حيث أكد الأستاذ بوركبة محمد من جامعة وهران أن هذه الأخيرة لعبت دورا إيجابيا في تحفيظ القرآن الكريم ونشره بصورة مكثفة ومتواصلة للأجيال المتعاقبة، واحتضانها للغة العربية والثقافة الإسلامية. وأبرز المتحدث أن الزوايا كان لها دور في إزالة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وزرع القيم والأخلاق والمبادئ السامية وفض الخلافات والخصومات.