وسط إدانة دولية للجريمة، شيّع السوريون، يوم أمس، ضحايا التفجيرين الانتحاريين وسط اتهام السلطة ل''القاعدة'' واتهام المعارضة للسلطة بالوقوف وراء العملية ونفي حركة الإخوان المسلمين لخبر تبنيها للعملية. وفي غضون ذلك استمرت الحركة الاحتجاجية بمختلف المناطق الساخنة مع تسجيل عشرين ضحية جديدة خلفتها المواجهات. شيّع آلاف السوريين من الجامع الأموي بالعاصمة السورية جنازة الضحايا 44 عسكرياً ومدنياً الذين قضوا في الاعتداء الانتحاري الذي استهدف، أول أمس الجمعة، مبنيين أمنيين بدمشق. وقد قرأ وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد في الجامع بياناً أصدره رجال دين مسيحيون ومسلمون، نددوا فيه ب''الاعتداءات الإجرامية التي وقعت الجمعة وبعمليات القتل والتدمير والتخريب التي ارتكبت في إطار مؤامرة خطرة مدبرة ضد سوريا''. في المقابل، رفضت مختلف أطياف المعارضة السورية ما قالته السلطة من أن تنظيم القاعدة هو الواقف وراء ما وقع، بل اتهمت النظام بتفجيري دمشق، وفي هذا المعنى قال المجلس الوطني السوري إن السلطات الحاكمة هي من يقف وراء التفجيرين، أما حركة الإخوان المسلمين فنفت ما نشر بالعديد من المواقع عن تبنيها للهجومين الانتحاريين. وعلى الصعيد الدولي، أجمعت معظم دول العالم وهيئاته على إدانة التفجيرين الانتحاريين وإن اختلفت الإدانات من صريحة ومباشرة إلى مشروطة، بضرورة قيام سلطات دمشق بتوقيف عنفها ضد المحتجين وإجراء إصلاحات جذرية تخرج البلد من حالة الاختناق الذي يعيشه. وأدان مجلس الأمن الهجومين وبعث برسائل تعزية إلى عائلات ضحايا هذا الحادث المأساوي وليس إلى الحكومة السورية، كما جرت عليه العادة، وقال إنه لا يمكن تبرير الأعمال الإرهابية، ومقابل هذا عجز المجلس عن اتخاذ موقف مشترك من الأحداث التي تهز سوريا، ولم يتمكن من الاتفاق على صيغة البيان الذي أعدته روسيا، والذي رحب فيه ''بنشر مراقبي الجامعة العربية ودعوة طرفي النزاع، الحكومة السورية والمعارضة، إلى توخي ضبط النفس''. وبررت الدول الغربية رفضها لمشروع البيان الروسي بحجة أنه غير متوازن ولا يتطرق لانتهاكات حقوق الإنسان السورية التي تقترفها دمشق. من جهته، وصل الجنرال السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي، الذي يرأس بعثة مراقبي الجامعة العربية لتقييم ما إذا كانت سوريا تعمل حقيقة من أجل إنهاء قمع الاحتجاجات التي تهز سوريا منذ تسعة أشهر، إلى سوريا يوم أمس، وينتظر أن يلتحق يود غد الإثنين بدمشق فريق آخر من المراقبين العرب، يتكون من 50 عنصرا. ميدانيا استمرت، يوم أمس، الأحداث وقد خلفت المواجهات بين المحتجين والجيش السوري بالمدن الملتهبة عشرين قتيلا.