مشروع بوخروبة انطلق من تأميم أرض وجرار شقيقه خدمة للشعب تنوعت الصفات التي أطلقها أصحاب وأهل الرئيس هواري بومدين، من حيث أن روحه كانت متشبعة بالوطنية، وقلل ''الكبار'' من شأنهم في حضرته، وتحولوا إلى ''تلامذة'' في مدرسته، وقالوا بومدين لم يصنع مشروعا ثوريا شخصيا، لكنه استند إلى مرجعيات أول نوفمبر وميثاق الثورة، وهذا سر إبداعه في إدارة شؤون البلد من قائد للأركان ورئيس جمع بين دفتي ''الثورة والسياسة''. قال السيد عبد الرزاق بوحارة، إنه تلميذ بمدرسة الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي لم يكن مجرد قائد عسكري بمعزل عن السياسي. ''بل هما صفتان متلاصقتان في شخصه، فهو شخص محاور ويتعامل بالقانون وليس بالعصا، وحرص على تقديم نموذج للثورة الاشتراكية تتجاوب مع متطلبات شعوب العالم الثالث وفقا لرؤيته المستمدة من تطور الثورة والحركة الوطنية''. بوحارة: أكثر الأيام ديمقراطية في الجزائر كانت حين مناقشة ميثاق سنة 1978 وأوضح عبد الرزاق بوحارة أن بومدين شدد على ضرورة تبني كل النصوص السابقة لهذه المرجعيات حتى لا ينطلق من فراغ، ومكمن ذكاءه أنه استطاع دائما توضيح الأفكار الموجودة في هذه المرجعيات ويمسك بها، لأنه لا يمتلك مشروعا شخصيا بل ساهم في إثراء مشروع الثورة، واعتبر بذلك السيد بوحارة أن أكبر أيام الديمقراطية في الجزائر تلك التي تم فيها مناقشة ميثاق سنة .1978 وأوضح محدثنا أن بومدين ساهم بذلك في تطور الفكر السياسي للثورة الجزائرية، من خلال الميثاق الوطني الذي ارتبط باسمه، ومعارك الحدود على الجبهتين الشرقية والغربية والمسؤوليات التي تحمّلها بحكم عضويته في قيادة الجيش، وكلها يراها السيد بوحارة رديفة لاسم الرئيس الراحل هواري بومدين. ورأى محدثنا أن بومدين في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول النظام الدولي الجديد المقترح، كان تتويجا لتفكير جماعي على مستوى دول العالم الثالث. مردفا ''وقدم استراتيجية لمواجهة النظام المبني على الهيمنة والاستغلال، دون إغفال الزخم الثوري الذي شاركت فيه عدة أطراف بمعية فئات الشعب الواسعة سنة 1955 وحتى السنة الموالية، والتي أوجدت علاقة متينة بين الرئيس ومساهمته التي وصفها المتحدث بال ''جد معتبرة'' في المشروع الثوري''. وأبرز المتحدث أن المشروع لم يكن ذو نظرة قاصرة، لأن المحافظة السياسية لأركان الجيش التي سطرت محاور لتكوين السياسيين، عنيت بإنجاز المدارس وتوزيع الأراضي على الفلاحين وإقامة المستشفيات ''وبالنسبة لبومدين، الحكومة لا تدوم لكن الثورة تبقى قائمة وحية، ولذا يبقى هذا الرجل بالنسبة لي عظيما''.