كثف دبلوماسيو سفارات غربية في الجزائر، في الفترة الأخيرة، لقاءاتهم بقيادات الأحزاب الإسلامية والاستماع إلى وجهات نظرها وتحسس مواقفها تجاه جملة من القضايا التي يستخبر الغرب عنها لدى قيادات العمل الإسلامي في الجزائر، قبيل أشهر قليلة عن موعد الانتخابات التشريعية المقبلة. التقى رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، بمقر حركته بسفيرة كندابالجزائر جونفياف دي ريفيار، وقال بيان لحمس إن اللقاء تمحور حول الإصلاحات الجارية ومدى نجاحها في تحقيق مزيد من الحريات والانفتاح في الجزائر، وكذا الأوضاع في المنطقة العربية. وأبلغ سلطاني الدبلوماسية الكندية أن ''عصر مصادرة إرادة الشعوب قد ولّى، وأن التغيير يجب أن يتم من دون أي تدخل أجنبي''. وبدت السفيرة الكندية، خلال اللقاء، مهتمة بمواقف حمس والأحزاب الإسلامية في الجزائر وحظوظها في التشريعيات المقبلة. وسبق لرئيس حركة حمس استقبال عدد من السفراء، بينهم سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ودبلوماسي بولندي. من جهته التقى رئيس حزب العدالة والتنمية - قيد التأسيس - عبد الله جاب الله، قبل أسبوعين، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية والسفير الفرنسي، في مقر حزبه، وناقشا معه جملة من القضايا ذات الصلة بالشأن السياسي للجزائر والإصلاحات الراهنة ومدى إمكانية وصول الإسلاميين إلى السلطة في الجزائر، وحظوظ الأحزاب الإسلامية في الانتخابات التشريعية المقبلة، وقضايا الربيع العربي والتطورات الإقليمية. وتركب هذه اللقاءات صورة كاملة عن الاهتمام اللافت للانتباه للسفارات الغربية في الجزائر بالأحزاب الإسلامية وسعيهم للتقرب منها والحديث إلى قياداتها، وهو ما يعطي مؤشرا على تحوّل في المواقف الغربية تجاه القوى الإسلامية، من خانة القوى المتطرفة والمحذور منها، إلى خانة القوى التي يمكن أن تكون شريكة في المستقبل. ويعلق نائب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، على اهتمام السفارات الغربية أن ''القوى الدولية تركز على الأحزاب الإسلامية لأنها القوى الأكثر صعودا في العالم العربي، ولأن الأحزاب الإسلامية هي التي تفوز بالانتخابات الحرة مؤخرا وهي تشكل الحكومات، وهذا يفسر اهتمام الغرب بالأحزاب الإسلامية في الجزائر''، وأضاف مقري أن ''الجزائر بلد مهم جدا، ولهذه الأهمية ومع التحولات الجذرية في العالم العربي، فإنه لا غرابة أن تتحدث القوى الدولية مع الأحزاب''. وشدد على ''الحرص على خدمة الوطن وصيانة مصالحه في هكذا لقاءات''. ويضع المكلف بالإعلام في حركة النهضة لقاءات سفارات غربية مع القيادات الإسلامية في الجزائر في سياق محاولة هذه الدول استباق الموقف واستجماع المعطيات عن الوضع السياسي في البلاد، واستقراء مواقف الأحزاب الإسلامية من جملة القضايا المحلية والإقليمية، مشيرا إلى أن ''الحركة لا تبدي أي انزعاج من لقاء سفراء غربيين وغير غربيين، لا يمكننا أن نقول لسفير يود زيارة مقر الحركة أن لا يأتي، هناك أعراف دبلوماسية نحترمها، لكننا نشدد على أن تكون اللقاءات في إطار احترام سيادة الجزائر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية''. ويعتبر المرشح السابق في الرئاسيات والقيادي في حركة الإصلاح، جهيد يونسي، أن لقاءات الدبلوماسيين الغربيين مع الأحزاب الإسلامية تدخل في سياق البحث عن المعلومات واستجماعها لبناء مواقف دولهم بشأن التطورات الراهنة واستشراف مواقف مستقبلية، موضحا ''نحن في حركة الإصلاح الوطني لنا حساسية من هذه اللقاءات، ولم نلتق أبدا أيا من سفراء الدول الغربية ولا نريد لقاءهم، كوننا نعتبر ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية''.