تنقل أول أمس، أبوجرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم على رأس وفد من حمس، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط بدعوة من حزب تواصل الموريتاني كمحطة أولى، قبل أن يحط الرحال بالمغرب، بحيث ستشكل المحطتان تأكيدا للعمل شبه الدبلوماسي الذي دأبت على أدائه حركة مجتمع السلم منذ عهد الراحل محفوظ نحناح الذي ساهمت نشاطاته في '' كسر الحصار'' الذي ضرب على الجزائر أثناء سنوات الأزمة الأمنية. كما ساهمت في تصحيح الكثير من الأحكام الخاطئة حول الجزائر اعتمادا على ما كان يسوق له إعلام غربي احتكرت مادته الدسمة إلى حد ما الفرنسية منه. وضمن هذا المنظور كانت المسائل الاستراتيجية بما في ذالك التحديات والرهانات وما يحدق بالمنطقة المغربية من مخاطر خاصة على مستوى صحراء الساحل وآفاق التعاون سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى السياسي من خلال الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني، فضلا عن الجانب البيداغوجي الذي يمكن أن تؤديه حمس في مجال تجربة المشاركة، كل هذه الملفات كانت في قلب اللقاءات التي عقدها الوفد الحمساوي مع كل من زعماء الأحزاب السياسية في موريتانيا سواء الحاكم منها أوالمعارض وكذا ممثلي المؤسسات الرسمية وعلى رأسهم مسؤول الهيأة التشريعية الموريتانية، وهو ما يمكن أن يفهم من خلال التصريحات التي أدلى بها الجانب الموريتاني على غرار ما قاله محمد محمود ولد محمد لمين، مسؤول الحزب حين دعا الجزائر إلى الاهتمام والمبادرة باعتبارها القوة الإقليمية التي لها مقومات استيعاب جيرانها والتعاون الاقتصادي والسياسي معهم. معتبرا موريتانيا امتدادا استراتيجيا للجزائر. بينما أعلن محمد ولد مولود مسؤول تنسيقية قوى المعارضة الموريتانية، بأن هذه الأخيرة تعارض التواجد الأجنبي بالمنطقة والحرب بالوكالة ضد الإرهاب، ودعا إلى تفعيل التنسيق بين الأحزاب المغاربية والعربية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها. اما ابوجرة سلطاني، وكما سبقت الإشارة اليه، فقد أكد على نجاعة سياسة المشاركة بالنسبة للحركات الإسلامية المعتدلة، في ظل مقاصد الشريعة الخمسة الكبرى، دون أن يفوت الفاعلين في مختلف اللقاءات التي عقدت في موريتانيا الحديث عن الهم المغاربي ومحاولة القفز على الخلافات. وتأتي زيارة وفد حمس إلى موريتانيا، في ظل التجاذبات التي يخضع لها الراهن الموريتاني ويميز مواقفه تزامنا مع تصاعد حدة التهديد الإرهابي وهو ما يعني ضرورة العمل باتجاه تسديد الموقف الموريتاني حيال الجزائر ودول المنطقة، خاصة على المستوى الاستراتيجي وهو الأمر الذي تحملت حمس مسؤولية الإسهام فيه من خلال نشاطها شبه الدبلوماسي الذي ما فتئ يشكل رافدا من روافد الدبلوماسية الجزائرية.