نسب سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَي بن كلاب بن مُرَّة بن لُؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضِر بن كِنانَة بن خُزَيْمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم وأمّ إسماعيل هاجر من ''أم العرب'' قرية كانت أمام الفرما من مصر.. وعبد المطلب جدُّ الرّسول الأعظم صلّى الله عليه وسلّم من أبيه عبد الله عليه السّلام هو ابن هاشم بن عبد مناف الّذي تولّى عن أبيه السِّقاية والرِّفادة سافر إلى الشّام في تجارة حيث توفي في غزة (فلسطين) سنة 524م. وعبد مناف هو بن قصي بن كلاب، وقصي بن كلاب هو الزّعيم العربي الّذي وضع أُسُس أمجاد قريش. فقد كانت قبله متفرّقة، فجمع شملها ووحَّد صفوفها وكانت السِّيادة السياسية والدينية قبل قُصَيْ لقبيلة خُزَاعَة، الّتي انتزعت سَدَانَة البيت من قبيلة جرهم (أهل أم إسماعيل).. فاستطاع قصي بقوّة شخصيته وحِنكته وخِبرته وخاصة بمساعدة كنانة وعذرة أن ينتزع هذه السِّيَادة من خُزاعة وأن يجليها عن مكة.. فنصَّبَتْهُ قريش ملِكاً على مكة. فكان قُصَي أوّل ولد كعب بن لُؤَي أصَابَ مَلِكاً أطاع له به قومه، فكانت إليه الحماية والسِّقاية والرِّفادة والنّدوة واللِّواء، فحاز شرف مكة كلّه. ولذا سمَّته العرب قصيا ''مجمِّعاً'' لمّا جمع من أمرها، وتيّمن قومه به، فكانوا يعقدون الزَّواج دائماً في داره ويستشيرونه في مهام أمورهم.. كما أنشأ قصي دار الندوة (البرلمان) وفيها كان يجتمع كبار القرشيين، يتباحثون في شؤونهم، وتولَّى إطعام الحجيج وسقايتهم، ووضع لمكة ولقريش قوانين تنظّم العلاقات وتضمن للتجار وللحجاج الأمن والسّلام.