عبّر الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، عن استعداد جبهة البوليساريو الكامل للدخول في مفاوضات جدية تحت إشراف الأممالمتحدة وبواسطة مبعوثها إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس بهدف إحراز تقدم فيها، لكن شدد بأنه في حال فشل الحل السلمي، فإن الجبهة والشعب على استعداد للدخول في حرب بهدف استعادة حقوقه المشروعة، منتقدا في الوقت ذاته الكيل بمكيالين الذي تنتهجه الأممالمتحدة ومجلس الأمن في قضية حقوق الإنسان. أعرب الرئيس محمد عبد العزيز في ندوة صحفية نشطها، أول أمس السبت، على هامش أشغال الندوة ال37 للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي المنظمة بمدينة إشبيلية الإسبانية وتنتهي أشغالها اليوم، عن أمله في أن يطرأ جديد على الوفد المفاوض المغربي خلال المفاوضات غير الرسمية التي ستعقد أيام 11 و12 و13 من الشهر الجاري بنيويورك. حيث قال ''نتمنى أن يطرأ جديد وأن يكون الوفد المشارك في المفاوضات القادمة له رؤية متحررة من سياسة التعنت والهروب إلى الأمام''. من جهة أخرى أكد الرئيس الصحراوي أن بناء اتحاد المغرب العربي لن يكون بأسس صحيحة مادام المغرب يحتل الصحراء الغربية وتنكره لميثاق الأممالمتحدة، واعتبر أنه سيكون بناء على ألغام ستنفجر في أي لحظة، مشددا ''على أن هذا البناء يجب أن يبدأ عبر فرض على كل مكونات دول المغربي احترام الاتفاقيات الدولية واحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره حتى يكون تشييد الاتحاد المغربي على أسس صحيحة''. وكان الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، قد دعا إلى تعزيز الجهود من أجل بناء الاتحاد المغاربي من خمس دول، دون أن يشير إلى الدولة الصحراوية، كما طالب بضرورة عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي. وقال الرئيس الصحراوي: ''هذا كلام سمعناه طيلة سبع وثلاثين سنة، لكن نستغرب أن نسمعه من قيادة جاءت عبر عملية ديمقراطية وثورة رفعت شعار حقوق الإنسان''.. وأضاف: ''إن الحكومات التي هي نتاج الربيع العربي والتي تلوح بالبناء المغاربي عليها أن توفر جهودها في إقناع المغرب باحترام حقوق الإنسان واحترام حقوق الشعب الصحراوي كمدخل لبناء المغرب العربي''. وفي رده عن سؤال ل''الخبر'' حول إمكانية وصول رياح ثورات الربيع العربي إلى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، قال الرئيس محمد عبد العزيز ''الانتفاضة بدأت في الأراضي المحتلة في 21 ماي 2005 ضد الاحتلال، بما يعرف بانتفاضة الاستقلال وتواصلت ووصلت إلى قمتها في أكتوبر 2010 خلال أحداث أكديم أزيك، لكن انشغالنا مرتكز حول سياسة الكيل بمكيالين من قبل الأممالمتحدة ومجلس الأمن اللذين رميا بكل ثقلهما من أجل استقلال تيمور الشرقية عن إندونيسيا وجندوا كل جيوش العالم لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، لكن في مسألة حقوق الإنسان في الصحراء لم تتحرك الجيوش لحماية الشعوب''. وبخصوص فرنسا دائما أعرب المتحدث عن أمله في أن تغير القيادة الفرنسية القادمة بعد إجراء الانتخابات من موقفها، وأن تجرب موقفا جديدا غير الموقف الداعم لاحتلال الصحراء الغربية، وأن يكون موقفها داعما لحقوق الإنسان وتطبيق الشرعية الدولية. وأكد الرئيس الصحراوي أن الندوة الحالية بإشبيلية تعد مناسبة لطرح خطط عمل جديدة للعمل المشترك في النضال ومرافقة المقاومة السلمية في الأراضي المحتلة ومن أجل فك الحصار المفروض عليها. واعتبر الندوة مناسبة لتحسيس الحركة الدولية حتى لا تنسى وضعية اللاجئين الصحراويين أو تهميشهم، إلى جانب التحسيس بطبيعة الوضع في المنطقة المغاربية وتهديدات الإرهاب في الساحل وضرورة حماية الصحراويين من ظاهرة تجارة الحشيش المغربي التي تعد أحد العوامل المغذية للإرهاب في المنطقة، حسب قوله. وفي هذا السياق جدد الرئيس الصحراوي إدانته لاختطاف الرعايا الأوروبيين بمخيمات اللاجئين بتندوف، وأكد أن الجهود متواصلة من أجل تحريرهم، مشيرا إلى أنهم يعرفون جيدا من كان وراء عملية الاختطاف والأطراف المنتفعة من العملية، وأكد بأنه لا يريد الخوض أكثر في المسألة حتى لا يتم التأثير على العمل الحالي من أجل تحرير المختطفين.وبخصوص صعود الحزب الشعبي إلى الحكم في إسبانيا، عبّر الرئيس الصحراوي عن ارتياحه لكون الحزب أبرز في برنامجه الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ومسؤوليات إسبانيا التاريخية تجاه الصحراء الغربية، وقال ''نحن نتوقع أن حكومة الحزب الشعبي سيكون لها دور إيجابي في السنوات القادمة لحل النزاع في إطار الأممالمتحدة وتنظيم استفتاء تقرير المصير''.