حمل محمد يسلم بيسط الوزير الصحراوي المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية السلطات الفرنسية مسؤولية مباشرة في تعطيل مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية من خلال دعمها اللامشروط للمغرب على حساب حقوق الشعب الصحراوي. وقال محمد يسلم بيسط في ندوة صحفية نشطها بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين أن فرنسا هي المعرقل الحقيقي لمسار تسوية آخر مستعمرة في القارة الإفريقية باعتبار ان المغرب لا يملك وسائل الضغط ووصفه ب"مملكة حشيش تعيش على المساعدات الفرنسية". وعاد الوزير الصحراوي في هذا السياق الى التصريحات التي صدرت في باريس ومدريد قبيل الجولة المغاربية للمبعوث الأممي الخاص وقال بأنها عرت النوايا الفرنسية التي لم تساهم إلا في تصلب الموقف المغربي وتعنته كما كشفت سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها فرنسا في التعامل مع ملف القضية الصحراوية. وهو الأمر الذي جعله يؤكد أنه إذا أراد المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي الأمريكي كريستوفر روس النجاح في مهمته فعليه ان يتفاوض مع فرنسا قبل المغرب وقال أن "باريس اليوم أصبحت طرفا في النزاع وتساهم في نهب خيرات وثروات الصحراء الغربية من خلال الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي تربطها بالمغرب". وكانت فرنسا اعتبرت قبيل زيارة روس ان المقترحات التي تقدم بها المغرب لتسوية النزاع في الصحراء الغربية "بناءة" في إشارة إلى مخطط الحكم الذاتي الذي تسعى الرباط الى فرضه كقاعدة وحيدة للتفاوض وهو الأمر الذي ترفضه جبهة البوليزاريو. وبمقابل ذلك قلل الوزير الصحراوي من أهمية الموقف الاسباني وقال أن الحكومة الاسبانية هي مجرد تابع صغير وملحق لفرنسا غير أنه دعا الرأي العام الأوروبي لممارسة ضغوط على حكوماته وفي مقدمتها الحكومة الفرنسية لحملها على تبني موقف يتماشى مع الشرعية الدولية المقرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وفي هذا السياق كشف المسؤول الصحراوي عن المجهودات التي تقوم بها جبهة البوليزاريو من أجل تحسيس المجتمع المدني الفرنسي بعدالة القضية الصحراوية وعبر عن قناعته بأن فرنسا التي دعاها إلى لعب دور أكثر ايجابية ستخرج رابحة لو وقفت إلى جانب حل ديمقراطي لهذا النزاع الذي طال أمده. وأكثر من ذلك فقد اعتبر محمد يسلم بيسط أن فرنسا لا تقف عائقا فقط أمام تسوية النزاع في الصحراء الغربية وإنما بموقفها هذا أصبحت تشكل عقبة في كامل منطقة المغرب العربي. وفي سؤال حول الموقف الذي يمكن للبوليزاريو أن تتبناه في حال استمر المغرب متمسكا بموقفه المتعنت في فرض الحكم الذاتي على الصحراويين أكد الوزير الصحراوي ان جبهة البوليزاريو ستواصل التمسك بالعملية السلمية الى غاية نهايتها لأنها تبحث عن السلام بكل الطرق الممكنة لكنها لن تتخلى عن حقوق الشعب الصحراوي وستدافع عنها بكل الوسائل المتاحة بما فيها الكفاح المسلح. وأعرب عن أمله في ان يتمكن المبعوث الأممي الجديد من تسوية هذا النزاع وفقا لمبادئ الشرعية الدولية من خلال تطبيق القرارات الأممية المتعلقة بالنزاع الصحراوي. وعاد إلى الحديث عن جولة روس المغاربية وقال ان الدبلوماسي الأمريكي جاء من أجل التعرف على المنطقة وعلى الفاعلين السياسيين ومواقف طرفي النزاع عن قرب بهدف البحث عن وسائل تحريك مسار المفاوضات المعطل منذ أشهر. من جهة أخرى تأسف الوزير الصحراوي لاستمرار تكتم الأممالمتحدة عن مضمون التقرير الذي أعدته مفوضية حقوق الإنسان شهر سبتمبر 2006 ورسم صورة سوداوية عن وضعية حقوق الانسان في الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية. وقال ان هذا التكتم فضح الأممالمتحدة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها في إقليم دارفور غرب السودان حيث وصل الأمر الى طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس عمر حسن البشير بتهمة اقترافه جرائم حرب في هذا الإقليم في وقت تتجاهل الظلم الذي يعاني منه شعب الصحراء الغربية في المدن المحتلة على يد الاحتلال المغربي. مبعوثة "المساء" إلى مخيمات اللاجئين: صبرينة محمديوة