عاشت أحياء المويلحة بالجهة الغربية من بلدية المسيلة وأولاد أحمد بأولاد منصور، طيلة نهار أمس، حالة احتقان غير مسبوقة، بعد إقدام السلطات المحلية على تنفيذ قرارات هدم 130 بناء فوضوي. وتعدّ هذه العملية الثانية من نوعها بعد تلك التي شهدتها بلدية امجدل في أقصى الجهة الجنوبية من الولاية، والتي هدّمت فيها هي الأخرى عشرات البناءات من نفس الطابع. الحملة التي شنتها السلطات المحلية، وعلى رأسها الأمين العام للولاية ورئيس دائرة المسيلة، تمت في غياب رئيس المجلس الشعبي لبلدية عاصمة الولاية، عرفت معارضة شديدة من قبل أصحاب تلك السكنات وتحوّلت فيما بعد إلى حالة كر وفر، الأمر الذي استدعى تدعيم القوة العمومية بأعداد إضافية بغية التحكم في الوضع، وهو ما تم بعد ذلك، لتتم متابعة عملية الهدم التي مست 116 بيتا فوضويا في حي المويلحة و14 آخر بتراب قرية أولاد أحمد التابعة لبلدية أولاد منصور. وكان محيط حي المويلحة استبيح خلال الأشهر القليلة الماضية على أيدي العديد من سماسرة العقار، الذين بسطوا سيطرتهم على مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة بالجهة الغربية من عاصمة الولاية التابعة لأملاك الدولة، وحوّلوها إلى قطع أرضية موجهة للبيع، مستغلين في ذلك صمت البلدية على هذا الملف، حيث لم يزد تحرك هذه الأخيرة إلا على تحرير أكثر من 64 قرار هدم ظلت معلقة دون تنفيذ، فيما تعالت عدة أصوات اتهمت البلدية باللامبالاة، في وقت يتم فيه حصار المدينةالجديدة بشريط من بيوت الصفيح. وعلمت ''الخبر'' أن السلطات المحلية عازمة على تنظيف ضفاف عاصمة الولاية من بؤر الصفيح، وتطبيق القانون على المخالفين، وكانت هذه الأخيرة رحلت قبل أقل من شهر أكثر من 114 عائلة كانت تقطن في ذات البؤر قبل عدة سنوات، قبل أن تستفحل الظاهرة مرة أخرى، وفي نفس المحيط الذي تم تنظيفه سابقا. وفي سيدي بلعباس اضطر رئيس دائرة تلاغ، عصر أول أمس، إلى الفرار من بلدية الضاية التي حضر إليها في مهمة رسمية للاستماع لانشغالات العشرات من المواطنين، وذلك بعد أن تهاطلت عليه الحجارة من كل صوب وسط حالة هستيرية كانت قد سيطرت على مجموعات من الغاضبين. وكان هؤلاء قد اشترطوا حضور الوالي شخصيا إلى المنطقة لإعادة الاستقرار إليها، قبل أن يفاجأوا بحضور رئيس دائرة تلاغ لموقع الاحتجاج كممثل للمسؤول الأول عن الولاية، الأمر الذي جعلهم يلجأون إلى استعمال الحجارة لإرغامه على العودة من حيث أتى. وكانت احتجاجات قد اندلعت منذ صبيحة أول أمس ببلدية الضاية، 100 كلم جنوبي سيدي بلعباس، حيث لجأ العشرات إلى قطع الطريق الوطني رقم 13 أمام مستعمليه، احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية وتوقف عجلة التنمية بالمنطقة التي تضررت كثيرا جراء التقلبات الجوية الأخيرة، وسط غياب واضح للمنتخبين.