مقتل صحفي فرنسي وأخرى أمريكية تتجه أنظار العالم غدا إلى العاصمة التونسية التي تحتضن مؤتمر أصدقاء سوريا، حيث سيجتمع ممثلو أكثر من خمسين دولة عربية وغربية في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة، في الوقت الذي تشهد سوريا تدهور الوضع الإنساني وارتفاعا رهيبا لحصيلة أعمال العنف، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا أمس، من بينهم صحافيان غربيان، واحد فرنسي وأخرى أمريكية خلال عملية قصف. يأتي مؤتمر تونس في ظل غياب روسيا التي اعتبرت أن توجيه الدعوة للمعارضة دون ممثلين عن الحكومة السورية إقصاء لا تقبل به، فيما اعتبرت كل من الخارجية الأمريكية والبريطانية أن المؤتمر سيكون بمثابة فرصة لكل الدول لتوضيح موقفها بشكل واضح إزاء الأزمة السورية، وبالتالي تعزيز احتمال التوصل إلى خطة واضحة المعالم. وبهذا الخصوص قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن المجتمع الدولي ما يزال يبحث عن حل سلمي للأزمة السورية، في تأكيد على أن المؤتمر قد يكون الفرصة الأخيرة للحكومة السورية للاستجابة لخطة الجامعة العربية المقرة بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم. ويأتي هذا التلميح بإمكانية اللجوء إلى القوة العسكرية من خلال تسليح المعارضة، في الوقت الذي جدد المجلس الوطني السوري المعارض دعوته للتدخل العسكري في سوريا، حيث أشارت القيادية في المجلس، بسمة القضماني، أمس، أنه أمام استنفاد كل الحلول لم يعد من مخرج للأزمة غير التدخل العسكري. من جانب آخر أورد بيان الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو تدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإقامة هدنة يومية لمدة ساعتين من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في المناطق المتوترة. وكانت موسكو طالبت في وقت سابق الأممالمتحدة بتعيين مبعوث خاص لتسهيل هذه المهمة، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه بصدد تكثيف المساعي لإيجاد مبعوث خاص لسوريا ''يتولى في البداية دورا إنسانيا، لكنه سيسعى أيضا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة''.