حددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ثلاث إشارات لتعاون وثيق بين بلادها والجزائر هي ''حكومة مسؤولة وتخلق فرصا للشعب، وقطاع اقتصادي خاص متفتح، ومجتمع مدني يعمل لتحسين ظروف المواطنين''. ونفت في سياق آخر وقوف بلدها إلى جانب أي طرف سياسي ضد آخر، لما سئلت عن تمويل أو دعم مفترض لأحزاب إسلامية. وحلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس بالجزائر في زيارة قصيرة هي الأولى لها منذ تعيينها على رأس الدبلوماسية الأمريكية في إدارة الرئيس باراك أوباما، وأحيطت الزيارة بإجراءات بروتوكولية وأمنية بالغة التعقيد تتوخى قصر مدة تواجدها في العاصمة، واستقبلت كلينتون من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وعقدت اجتماعا لم يستغرق أكثر من نصف ساعة مع شباب عرفتهم السفارة الأمريكية ب''ممثلين للمجتمع المدني'' ولقاء آخر مع رجال أعمال. وتحدثت كلينتون في مقر السفارة الأمريكية عن ثلاثة محاور (أسس) تبنى عليها علاقة بلادها سواء بالجزائر أو تونس أو المغرب، وشاركت كلينتون في اجتماع مغلق بمقر السفارة مع بعض الشباب ''ممثلين عن المجتمع المدني'' بينهم من هو دون العشرين من عمره يمثلون خريجي المدارس والجامعات الأمريكية، وخاطبت صحفيين قبل بداية اللقاء قائلة ''أنا سعيدة جدا بلقاء أعضاء المجتمع المدني في الجزائر، وسأكون جد فضولية لسماع آرائهم''. وفضلت كلينتون توجيه خطاب مكتوب يلامس الجزائروتونس والمغرب معا، قائلة ''جئت من تونس واليوم في الجزائر وغدا المغرب، والرسالة دائما واحدة'' وأضافت ''الشعوب المغاربية موهوبة وتعمل بجد مثلها مثل باقي شعوب العالم، وهم يحتاجون ويستحقون الفرصة لاتخاذ القرار بأنفسهم حول كل ما يخصهم''. وأضافت ''نحن في القرن ال21 وأؤمن بأن الدول تقف على ثلاثة أسس أو أرجل''، عددتها في ''حكومة مسؤولة وتستحدث الفرص للشعوب، وقطاع اقتصادي خاص ناجح وديناميكي ومتفتح على العالم لخلق فرص الشغل، وثالثا مجتمع مدني يعمل دون هوادة أو كلل لتحسين ظروف المواطنين''. وعن الجزائر قالت كلينتون ''منذ 50 سنة نالت الجزائر استقلالها، في ال50 سنة القادمة ينبغي أن تحتل مكانتها وسط بلدان العالم بفضل برنامج تنمية لصالح المجتمع وتوفير الأمن والسلم الاجتماعي''. ووعدت بأن أمريكا ستكون شريكا ضمن هذا البرنامج الثلاثي ''الذي يفضل الحوار بين الحكومة والمجتمع المدني وعالم الاقتصاد لنرى هذه التغييرات تتحقق على أرض الواقع''. ونفت المسؤولة الأمريكية أن تكون بلادها ترغب في الوقوف إلى جانب طرف سياسي في الجزائر ضد آخر، لما سئلت إن كانت واشنطن ''ستمول أحزاب إسلامية جزائرية''، وردت على السؤال قائلة ''نحن لا نمول أي حزب سياسي في العالم، بل نقترح العمل مع الأحزاب لتبادل الآراء وتقديم الدعم لتنظيم انتخابات من أجل ضمان اقتراع حر وعادل ونزيه''. وذكرت في مطار هواري بومدين، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ''تقدر الآراء الجزائرية بشأن مختلف الأحداث التي تشهدها المنطقة''، وأضافت أن بلادها والجزائر تقيمان ''حوارا متواصلا في كافة المجالات.. العلاقات قائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية منذ زمن بعيد، وهي جيدة، وأنها ستتعمق وتتطور أكثر''. وفيما يخص الانتخابات المقبلة في الجزائر، أشارت كلينتون إلى استعداد بلادها لتقديم دعم تقني'' سوف نتصل بمجموعات الخبراء ليعملوا مع السلطات الجزائرية لدعم الانتخابات إذا ما طلب منا ذلك''.