عبد الجليل: أمن الجزائر من أمن ليبيا وأمن ليبيا من أمن الجزائر بحث وزير الخارجية، مراد مدلسي، أمس، في ليبيا، حيث يقوم بأول زيارة له، بعث عمل اللجان المكلفة بترسيم الحدود المشتركة، واستئناف عملها، وتسمية سفير لليبيا في الجزائر واعتماد عدد من الملحقين في كلا البلدين. أوضح مدلسي، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الليبي، عاشور بين خيال، بأنه جاء إلى ليبيا ''ليبلغ رسالة تضامن وتعاون'' مع هذا البلد في كل الميادين، ودراسة العديد من الملفات ذات الأهمية ''القصوى'' كالقضايا الأمنية. وتحدث مدلسي عن أهمية ''استعادة العلاقات بصفة عادية''، بغية المشاركة بصفة ''فعالة'' في العهد الجديد الذي تعرفه ليبيا والمنطقة ككل. وتوقع بهذا الخصوص أن تشهد المرحلة المقبلة ''فتح ملفات وآفاق جديدة بين الجزائر وليبيا'' التي ''تمتلك إمكانيات ضخمة لا بد أن تستغل''. وهي إشارة صريحة ''لرغبة الجزائر في المشاركة في إعادة إعمار ليبيا''. ويرتكز الوجود الاقتصادي الجزائري في ليبيا على شركة سوناطراك التي تحوز على رخص بحث واستغلال للمحروقات، تم وقفها بعد الانفلات الأمني في البلد. وطمأن مدلسي، الذي التقى رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، ورئيس الحكومة، عبد الرحمن الكيب، قادة ليبيا الجدد بأن الجزائر لن تسمح بتحويل أراضيها إلى قاعدة لنشاطات معارضي النظام الجديد في طرابلس، مجددا أن استقبال أفراد من عائلة القذافي على الأراضي الجزائرية كان لأسباب ''إنسانية محضة''. ونقلت مصادر إعلامية ليبية عنه قوله إن ''الجزائر لم تطلب من أبناء القذافي اللجوء إلى الجزائر واستضافتهم''، مؤكدا التزام الجزائر بأن هؤلاء ''لن يمسوا شعرة واحدة'' من ليبيا. ومنعت السلطات الجزائرية، في نوفمبر الماضي، على عائشة القذافي، الاتصالات الخارجية بعد مرورها عبر قناة ''الرأي'' التي كانت تبث برامجها من دمشق، ودعت فيها إلى الثورة ضد النظام الجديد. ورفض مدلسي الرد على سؤال إن كانت الجزائر على استعداد لتسليم عقيلة العقيد القذافي وثلاثة من أبنائه كانوا قد لجأوا إلى الجزائر في 29 أوت الماضي. وأضاف: ''لقد تباحثنا في الموضوع بوضوح وصدق وشفافية''. ولفتت وكالة الأنباء الليبية الجديدة إلى مطالبة رئيس المجلس الانتقالي بتفعيل الاتفاقيات القضائية إذا ما استمر ما أسماه ''النشاطات المعادية لأتباع القذافي أي تسليم المطلوبين''. وقال عبد الجليل إن طرابلس تسعى لتكون علاقاتها مع الجزائر علاقة شراكة خاصة فيما يتعلق باستقرار الأمن، لأن ''أمن الجزائر من أمن ليبيا وأمن ليبيا من أمن الجزائر''. وشكر مدلسي، في تصريح له، الجانب الليبي على الجهود التي بذلها لإطلاق سراح والي إليزي على الحدود الليبية - الجزائرية. في حين أعلن وزير الخارجية الليبي، عاشور بين خيال، أن المسائل الأمنية كانت في قلب المحادثات التي جمعت الطرفين. وتحدث عن ''علاقات متينة تجمع بين الجزائر وليبيا والتي تمتد إلى تاريخ طويل''. وكشفت وكالة الأنباء الليبية ''لانا'' أن المباحثات التي جمعت مدلسي بنظيره الليبي تناولت أساسا مراجعة عمل اللجان المكلفة بترسيم الحدود المشتركة، واستئناف عملها، وتسمية سفير لليبيا في الجزائر واعتماد عدد من الملحقين في كلا البلدين، وأوضاع الجالية الليبية في الجزائر ونظيرتها في ليبيا، ومنح التأشيرات ومراجعة الوضعية الاقتصادية للاستثمارات الليبية في الجزائر. ونسبت وكالة الأنباء الليبية لمدلسي، من جانب آخر، أن وفدا وزاريا رفيعا، بقيادة وزير الداخلية، سيمثل الجزائر في الاجتماع حول أمن الحدود، وتشارك في الاجتماع الدول المجاورة لليبيا.