تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتخفيض عدد المهاجرين إلى فرنسا إلى النصف، في حالة إعادة انتخابه لعهدة رئاسية جديدة، وقال''نظام الاستيعاب عندنا يعمل بشكل سيء، لأنه يوجد عندنا الكثير من الأجانب على أرضنا، ولا نتمكن من إيجاد مساكن لهم ولا وظائف أو مدارس''، مضيفا ''أعتبر أنه من أجل تحقيق شروط استيعاب جيدة، يجب أن نستقبل نصف الأشخاص الذين نستقبلهم حاليا، أي من 180 ألف شخص إلى 100 ألف شخص''. كشف ساركوزي، لدى استضافته في القناة الفرنسية الثانية ''فرانس,''2 ليلة أول أمس، أنه ينوي فرض قيود على الأجانب كبار السن في مجال توزيع المساعدات التي تخصصها الدولة للفقراء، وقال إنه ''يجب ألا يكون للأجانب الحق في الحصول على المساعدات والرواتب التقاعدية، إلا بعد إقامتهم في الأراضي الفرنسية بشكل شرعي لمدة 10 سنوات على الأقل، أو العمل في فرنسا بشكل مصرح به لمدة لا تقل عن 5 سنوات''، وأضاف أنه ''ليس من العدل أن يتقاضى مهاجر أقام في فرنسا سنوات قليلة نفس التقاعد مع مواطن فرنسي يدفع اشتراكاته بانتظام لسنوات طويلة''. لكن الرئيس المرشح قال من جهة ثانية إنه ''من حق كل مهاجر العلاج، حتى وإن لم يكن يقيم بطريقة شرعية في فرنسا، وبغض النظر عن لونه أو دينه أو عرقه''. ساركوزي الذي يتهمه خصومه السياسيون في اليسار بأنه أصبح يقترب من اليمين المتطرف، أعلن بأنه يخطط ''لفرض شروط إضافية على منح الجنسية الفرنسية للأجانب، بمن فيهم المتزوجون من فرنسيات''، وأضاف ''ستجرى اختبارات في القنصليات الفرنسية للراغبين في حمل الجنسية الفرنسية، ولن نكون أول من يقوم بهذا الإجراء، فالألمان والهولنديون سبقونا لهذا''. مشددا على أن من يريد أن يحمل الجنسية الفرنسية ''لابد له أن يحب فرنسا، وأن يؤمن بالقيم اللائكية للدولة الفرنسية''. وبخصوص قضية اللحم الحلال التي أثارت جدلا كبيرا في فرنسا، خاصة بعد تصريحات الوزير الأول فرانسوا فيون المنتقدة لطريقة ذبح المسلمين للماشية، قال ساركوزي إن ''من يريد أن يأكل اللحم الحلال فهو من حقه، ومن أراد أن يأكل اللحم غير الحلال فهو من حقه''. على الصعيد الداخلي نفى ساركوزي أن يكون عدد العاطلين عن العمل في فرنسا زاد بمليون شخص، وقال إن هذا الرقم لا يتجاوز 400 ألف بطال جديد أي بزيادة 17 بالمائة، مشيرا إلى أن هذه الزيادة في نسبة العاطلين، رغم ارتفاعها، إلا أنها أقل بكثير من نظيرتها في إسبانيا وبريطانيا. وأضاف أنه في ظل الأزمات المتعددة التي تضرب فرنسا، على غرار أزمة الديون والأزمة المالية والأزمة الاقتصادية، فإن فرنسا هي البلد الوحيد في أوروبا، حسب صندوق النقد الدولي، الذي سجل نتيجة إيجابية في ارتفاع مستوى القدرة الشرائية. في سياق آخر سخر نيكولا ساركوزي من منافسه الاشتراكي فرانسوا هلاند، وشكك في إمكانية قدرته على قيادة فرنسا، لأنه لم يسبق له وأن كان مسيرا، على حد تعبير ساركوزي، الذي وصف خصمه السياسي الذي يقود الحزب الاشتراكي منذ عشر سنوات ب''الذكي''. تجدر الإشارة إلى أن ساركوزي يأتي ثانيا بعد المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، وفقا لاستطلاعات الرأي المتعلقة بالمرشحين لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة في 22 أفريل المقبل، حيث أشار آخر استطلاع للرأي نشر أول أمس الثلاثاء إلى أن هولاند يوسع الفجوة بينه وبين ساركوزي. كما جاء في الاستطلاع أن المرشح الاشتراكي سيفوز على ساركوزي بنسبة 54% إلى 46%، في جولة الإعادة يوم 6 ماي القادم.