لم تغيب الزعيمة اليمينية المتشددة في فرنسا، مارين لوبان، ملف استقلال الجزائر ومهاجريها عن برنامجها الانتخابي الذي تطرقت بشكل غير مباشر إلى موقفها من قضية استقلال الجزائر. وتهجمت لوبان على الجزائريين، حين توجهت بتساؤل مبطن حول مغزى استماتة هؤلاء لنيل الاستقلال، حيث قالت في تصريح للتلفزيون الفرنسي “تي أف 1” بث ليلة أمس، إن “الجزائريين قاتلوا من أجل الاستقلال، لكن في المقابل من الصعب فهم سبب سعي الكثيرين منهم للعودة إلى فرنسا”، وذلك في إشارة إلى المهاجرين. وفي سياق متصل وفي تجمع شعبي آخر أكدت أنها ستشن حملة على الجريمة في الضواحي ذات المباني الشاهقة وستشدد من إجراءات حصول المهاجرين على الجنسية الفرنسية في حال انتخابها رئيسة للبلاد، واتهمت لوبان في كلمة لحشد من أكثر من ثلاثة آلاف شخص من أنصارها في مارسيليا الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي بمخالفة وعوده للفرنسيين وبينها وعده بتطهير الضواحي المضطربة. وقالت “أين التطهير؟” في إشارة إلى وعد ساركوزي كوزير للداخلية في عام 2005 بتطهير الأحياء ذات البنايات الشاهقة التي أغلبية سكانها من الأقليات. وقالت لوبان، التي تأتي في المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي، خلفا للمرشح الاشتراكي المتصدر فرانسوا هولاند وساركوزي، إنها “ستطهر كل متر مربع” من المدينة من المجرمين. كما انتقدت لوبان ما وصفته بأنه “أسلوب حقوق الإنسان” الذي تنتهجه فرنسا تجاه الهجرة. وقالت إن فرض المهاجرين لعاداتهم وملابسهم وأطعمتهم التقليدية هو “بداية لما يبدو مثل الاستفزاز والغطرسة”، واعدة بوضع المسؤولية على عاتق المهاجرين للتكيف مع فرنسا وليس العكس. وفضلا عن توعد المهاجرين الأجانب، أثارت لوبان جدلا كبيرا خلال الأسابيع السابقة حول انتشار اللحوم المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية والمعروفة في فرنسا باسم “حلال”. من جانبه، اعتبر أول أمس كبير حاخامات فرنسا، جيل بيرنهايم، مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبين “تهديدا” للقيم الفرنسية. وقال بيرنهايم في مقابلة مع قناة (أوروبا 1) “إن لوبين تشكل تهديدا على قيم فرنسا حين تخفض من مرتبة الرجال والنساء حين تقسمهم “إلى فئات المهاجرين والغرباء والمسلمين، وأعتقد أنه يوجد سوء استخدام للغة” وأشار إلى أنه “يوجد مهاجرون يتصرفون بشكل سيء وآخرون يتصرفون جيدا”.