استفحلت ظاهرة جديدة على مجتمعنا في السنوات الأخيرة بشكل لافت، ولم تسْلَم منها حتّى الفتيات الصغيرات، ألاَ وهي ''النمص'' (نتف الحاجب) وهي ظاهرة خطيرة ليست من مبادئ الإسلام وأخلاقياته في شيء، لِمَا ورد النّهي عنها في قوله تعالى: {وَلَأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ}، وقول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لَعَنَ الله الواشمات والمستوشمات والنّامصات والمتنمِّصات والمتفلجات للحسن المتغيّرات خلق الله''. قال ابن الأثير: النمص: ترقيق الحواجب وتدقيقها طلباً لتحسينها، والنامصة: الّتي تصنع ذلك بالمرأة، والمتنمّصة: الّتي تأمُر مَن يفعل ذلك بها. والمنماص: المنقاش. لقد أخبرتني زوجتي قبل فترة بحادثة وقَعت فيها إحدى الفتيات، حيث أرادت نتف القليل من شُعيرات حاجبها، وكلّما رَأَتْ نفسها في المرآة وأغواها حُسنَ مظهرها وصورتها الجديدة، نتفت بعضاً منها، إلى أن نتفت أغلبها، وهي الآن نادمة على الفعلة الشّنيعة. وقد ورد النّهي عن نتف شعيرات الحاجب أيضاً عند السّلف الصالح، قال سيّدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ''لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيّرات خَلقِ الله''، فقالت له امرأة في ذلك، فقال: ومالي لا ألعَن مَن لعنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في كتاب الله تعالى: {وَمَا أَتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. وقال سيّدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ''لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة''. والواصلة هي مَن تصل شعرها بشعر آخر. والواشمة هي مَن ترسم على الوجه والجسم وذلك بغرز إبرة فيها كحل أو غيره. والنامصة هي الّتي تنقش الحاجب حتّى ترقه. والمستوصلة والمتنمصة والمستوشمة هي المفعول بها ذلك. واعتبر بعض العلماء أن المغيّرات من خلقتهن زيادة أو نقصان كطلاء الوجه أو الشّفتين وكذا طلاء الأظافر يدخل في النّمص. وشدّدوا على أنّ كلّ هذه الأفعال تصعد إلى عِدَاد الكبائر للعن المذكور عن سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وقد تتساءلن: ما الحكمة من تحريم نمص الحاجب..؟ إنّ الله جَلَّت قُدرته لم يُحرِّم شيئاً إلاّ لحِكمة، ومِن حكم تحريم النّمص أن في ذلك ضرر على منطقة ما حول العين، حيث وصف أخصائيو عيون حالتين لالتهاب النّسيج الخلوي حول العين بسبب نتف الحواجب. يقول الدكتور وهبة أحمد حسن (من كلية الطب بجامعة الإسكندرية): إنّ إزالة شعر الحاجب والوسائل المختلفة ثمّ استخدام أقلام الحواجب وغيرها من ماكياجات الجلد لها تأثيرها الضّار، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة، مثل: الرصاص والزئبق، تُذاب في مركبات ذهنية مثل زيت الكاكاو. كما يؤكّد الأطباء أنّ لسرطان الثدي علاقة وثيقة جدًّا ب''نمص الحاجب''، حيث إنّ نمص الشّعرة الواحدة من الحاجب يؤدِّي إلى تجمّد الدم وتأكسده في مكان الشعرة ومِن ثَمّ نزوله بعد مدِّه، ومع مرور الوقت بعد تجمّع العديد من نقاط الدم الناتجة عن النمص تؤدّي لتحوّل هذه الخلايا، إلى خلايا سرطانية تُسبِّب مرض (سرطان الثدي)، والعياذ بالله.