توالى وزراء الحكومة ومسؤولون في الدولة على الإدلاء بأصواتهم في ابتدائية أحمد عروة ببوشاوي، مركز تصويت نزلاء إقامة الدول الساحل ''نادي الصنوبر''.. المدرسة تتحول في كل عملية اقتراع إلى نقطة لقاء بين عالمين مختلفين، سكان نادي الصنوبر ومواطني أحواش بوشاوي. وصلنا لابتدائية أحمد عروة خمس دقائق قبل الافتتاح الرسمي لمكاتب الاقتراع المحدد على الساعة الثامنة، واختيار مدرسة بوشاوي لم يكن طبعا اعتباطيا، فهي مدرسة تلتقي فيها أصوات سكان الأحواش المجاورة الشبيهة بالأحياء القصديرية وأصوات سكان ''جمهورية نادي الصنوبر'' في صندوق اقتراع واحد.. شفاف هذه المرة، فاختلطت في ساحة المدرسة حقائب ''لوي فويتون'' الفاخرة وسيارات ''الأودي'' بزغاريد نساء قطعن مئات الأمتار من أجل التصويت مشيا على الأقدام تحت شمس حارقة. أمين عام المركزية النقابية، عبد المجيد سيدي سعيد، كان أول الوافدين على المركز ثلاث دقائق بعد الافتتاح، أدى ''واجبه'' وغادر المكان على عجالة بعد أن حيا الحاضرين، في نفس الأثناء أدلى حليم بن عطا الله، كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج هو أيضا بصوته، في نفس الأثناء التي شرع فيها ممثلو وسائل الإعلام التوافد أيضا على مدرسة أحمد عروة نقطة سقوط أصوات وزراء يعيشون ساعاتهم الأخيرة كوزراء، ومسؤولي الدولة أو على الأقل جزء هام منهم. فضاء فضول ولإيصال الصوت الحي ومع مرور الدقائق زادت وتيرة ولوج مواطني بوشاوي المسجلين في هذا المركز للإدلاء بأصواتهم في تشريعيات 2012، وبين الحين والآخر كانت تتعالى الزغاريد من حجرة قسم إلى آخر. الإقبال ظل رغم ذلك محتشما وحركة شبه متوقفة في فناء المدرسة، إلى غاية أن جاء عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، ومرافقوه من بروتوكول حراسة خاصة للشخصية الثانية في الدولة، ولم يدل بأي تصريح صحفي عقب انتهائه من التصويت بطمس أصبعه في حبر لن يمحى إلا بعد 72 ساعة، فتشريعيات 2012 كانت أيضا فرصة للجزائريين لاكتشاف الحبر المضاد للتزوير. بعد الساعة العاشرة والنصف، عرف انتعاش العملية الانتخابية بمدرسة ''التناقضات'' حيث تزايد عدد النسوة اللاتي كن الأكثر تصويتا وأيضا الأكثر بحثا وانتظارا للمسؤولين والوزراء، وأيضا بحثا عن إيصال شكاويهم بصوت حي وليس بصوت في صندوق شفاف. فبعد أن أدلى بتصريح طويل لوسائل الإعلام، استوقفت عجوز أبوجرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، أحد أقطاب التكتل الأخضر، لتطالبه بمساعدتها في الاعتراف بما قدمه زوجها المتوفي خلال الثورة، وليحل أيضا مشكل السكن الذي تعاني منه، مختزلة إياه (المشكل) بأن ضيق المسكن جعل نساء العائلات الأربعة التي تقطن فيه ''يتخابشو''. وسارت الأمور على نفس المنوال، حيث واصل الوزراء في التوافد على المكان، من عمر غول إلى بن بوزيد الذي لاحقته مشاكل قطاع التربية، بعد أن اشتكت مديرة المدرسة من تأخر وصول أجهزة الكومبيوتر، مرورا بوجوه ''المعارضة الجديدة'' مثل عبد المجيد مناصرة، كما تواصل توافد مواطنين من الضفتين، ضفة نادي الصنوبر وضفة بوشاوي.. والنتيجة أن سكان الضفة الأخيرة كانوا أكثر تصويتا.