تطورت أحداث الشغب التي عرفتها منطقة صحاريج بالبويرة عشية أمس، إلى مواجهة بين قوات مكافحة الشغب والمواطنين على خلفية تخريب مكاتب التصويت عبر ثلاثة مراكز من طرف العشرات من الشبان بعد أقل من ساعة من انطلاق عملية الاقتراع. عاد السكان لمواصلة عملية الاقتراع في حدود الساعة الثالثة زوالا، إلا أن الأحداث أخذت مجرى آخر في حدود الساعة الرابعة زوالا بعد محاولة 5 شبان بمركز التصويت في ابتدائية ''خابر محمد'' إحداث الفوضى، حيث لم يرق لهم أمر مواصلة عملية الاقتراع، رغم الإقبال المحتشم للمواطنين على مركزي التصويت بمقر البلدية تخوفا من انفلات الأوضاع. وأدى تدخل عناصر الأمن التي قامت بتوقيف اثنين منهم، مما زاد في توتر الأجواء التي كانت مشحونة منذ الصبيحة، حيث أثارت ردة فعل مصالح الأمن غضب السكان الذين تدخلوا معتبرين توقيف الشاب رفقة زملائه حفرة وهضما لحقوقهم، مما أدى إلى حدوث اشتباكات بين عناصر الأمن والمواطنين، أسفر عن إصابات من بينها إصابة شرطيين بجروح خفيفة. المواجهات لا تزال متواصلة بين المواطنين وقوات مكافحة الشغب إلى غاية كتابة هذه الأسطر. من جهتهم شباب حي راس بالبويرة أقدموا ظهر أمس على غلق الطريق المؤدي إلى مركز التصويت بابتدائية لحام محمد، بوضع المتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية، وهذا قصد منع الناخبين من الوصول لمراكز التصويت، وهذا لمدة تزيد عن الساعة، حيث استدعى الأمر تدخل عقلاء المنطقة لتهدئة الشباب. وقبل ذلك، أقدم العشرات من شباب صحاريج بالبويرة منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية الاقتراع، على تخريب ثلاثة مراكز التصويت حسبما أكده رئيس ديوان السيد الوالي، منها مركزي التصويت المتواجدين بمركز البلدية، ويتعلق الأمر بمركز التصويت ابتدائية خابر محمد، والابتدائية الجديدة، مع مركز تصويت بقرية بني ولبان، وذلك بإضرام النار في صناديق الاقتراع. كما قام مجموعة من الشباب عبر كل من بلديتي امشداله، وأحنيف ليلة الأربعاء إلى الخميس على غلق الطرق الوطنية العابرة لهاتين البلديتين، منها الطريق الوطني رقم 26 العابر لقرية رافور، وكذا الطريق الوطني رقم 05 ببلدية أحنيف، مما عرقل حركة المرور إلى ساعات متأخرة من الليل. وحسب شهود عيان فمعظم هؤلاء أطفال صغار لا تتعدى أعمارهم 15 سنة، تم تحريضهم من بعض الأطراف الذين كانوا يريدون مقاطعة الانتخابات، ولم يجدوا سبيلا سوى استغلال هذه الشريحة.