شهدت العاصمة اليمنية، أمس، أكبر عملية انتحارية استهدفت الجيش اليمني في عقر داره، حيث أسفر التفجير عن مقتل 90 جنديا، إلى جانب إصابة أكثر من 300 جندي من المشاركين في تمارين لعرض عسكري في ميدان السبعين بوسط العاصمة. ذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن الانتحاري كان يرتدي اللباس العسكري، وقام بتفجير نفسه بينما كانت السرايا والكتائب العسكرية تشارك في تدريبات أخيرة للعرض العسكري الذي كان من المقرر أن تشهده العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية، وكان يُفترض أن يلقي الرئيس اليمني التوافقي عبد ربه منصور هادي خطابا في هذه المناسبة قبل أن تلغى. وأعلن تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته عن العملية الانتحارية، فيما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن العملية نفذت بواسطة جندي تم تجنيده لصالح القاعدة، نفذ العملية بحزام ناسف يحوي 13 ألف شظية انتقاما لما سماها ''جرائم قوات الأمن المركزي في حق القاعدة واليمنيين''. واتهم مصدر أمني يمني تنظيم القاعدة بالتخطيط للهجوم، وذلك في وقت تشن فيه القوات الحكومية حملات موسعة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها ''أنصار الشريعة'' المنتمون لتنظيم القاعدة في الجنوب خلال الاضطرابات التي شهدها اليمن العام الماضي. من جانب آخر، أوضحت الوزارة أن الانفجار وقع أثناء تواجد وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ونوابه وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، دون أن يصاب أي منهم بأذى. وقد أدانت دول مجلس التعاون الخليجي التفجير، فيما اعتبر الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أن التفجير تقف وراءه أطراف تسعى لعرقلة الجهود العربية والدولية المبذولة لمساعدة اليمنيين على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن، مشدداً على أهمية تظافر كل الجهود من أجل حماية مسيرة الاستقرار وإعادة البناء في اليمن. ومن المنتظر أن يشارك نبيل العربي، غدا الأربعاء، في الرياض في الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن برعاية المملكة العربية السعودية، مع العلم أن الاجتماع سيركز على سبل تقديم المساعدات لليمن للنهوض اقتصاديا وتجاوز الأزمة التي تعصف به.