أعلنت أحزاب المعارضة المنضوية في ما يعرف ب''الجبهة الوطنية لحماية الديمقراطية''، أمس، خلال اجتماع مشترك عقد في العاصمة، عن تأسيس برلمان شعبي يضم نوابا ومرشحين من هذه الأحزاب التي تتهم السلطة بالإقصاء وتزوير النتائج خلال الانتخابات الأخيرة. ضم الاجتماع الذي عقد بمقر حزب التجمع الوطني الجمهوري، رئيس الحزب عبد القادر مرباح، ورئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، وموسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، والطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، وجمال بن عبد السلام رئيس حزب الجزائرالجديدة، وعبد العزيز غرمول رئيس حركة المواطنين الأحرار، وعمر بوعشة رئيس حركة الانفتاح، وشلبية محجوبي رئيسة حزب الشبيبة الديمقراطية، ونعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان، وعبد الرحمن عكيف رئيس حزب الطبيعة والنمو، وعلي بوخزنة رئيس حركة الوفاق الوطني، والساسي مبروك رئيس الجبهة الوطنية الديمقراطية، ورئيس الحزب الجمهوري التقدمي إدريس خضير.. وحضر ممثل عن جبهة التغيير. وغاب عن الأحزاب التي شاركت في الاجتماعات السابقة حزب الحرية والعدالة والتجديد الجزائري وجيل جديد وجبهة الحكم الراشد. وقال عبد الله جاب الله إن ''البلد بات يحكم بعقلية الحزب الواحد، ولا ننتظر أن يذهب هذا النظام بالطرق السلمية''، داعيا ''الشعب الجزائري إلى تحمّل مسؤولياته في التغيير بكل الوسائل والطرق السلمية''، وحمل جاب الله على جبهة القوى الاشتراكية وقال ''إن هذا الحزب مع احترامي لنضاله انخرط في هذه المسرحية، لدي الأدلة والمعطيات التي تثبت أن المقاعد التي أضافها المجلس الدستوري للحزب كانت ضمن الكوطة المخصصة له، في ولاية البرج مثلا لم يقدم الأفافاس طعنا وجاء في الرتبة ,25 ومع ذلك أعطاه المجلس الدستوري مقعدين''، وحمل أيضا على حزب العمال وقال ''حزب العمال انخرط في لعبة السلطة، وفي ولاية فالمة كان آخر حزب في النتائج، لكن الدستوري منحه مقعدا''. وانتقد غرمول الرئيس بوتفليقة بشدة، وقال إن ''التزوير وضع حدا لتطلعات الجزائريين لإنهاء نظام الفساد والخبث والقنوط الذي يسمم حياتهم''، موضحا أن ''الرئيس قبل الانتخابات كان رئيس كل الجزائريين، لكنه اختار الانحياز لمجموعة خادمة لمشروعه الشخصي وورط مؤسسات الدولة، والرئيس الذي وصف الأحداث الدامية في التسعينات بالمأساة الوطنية، ها هو ينتج مأساة أخرى أكثر عنفا وعبثا''. مشيرا إلى أن ''الجزائر ضحية نظام الرجل المريض''، وأكد أن الوضع ''بات لا يحتمل الصمت ويفرض وقفة وطنية لكسر جدار الخوف''. ووجهت نعيمة صالحي انتقادات حادة للسلطة، وقالت ''المشعل لم يسلم للشباب وإنما وضع في التبن لحرق الديمقراطية''، وأضافت ''الشباب أصبح يحكم من قبل الدكتاتوريين بتزكية من المراقبين الدوليين''. واعتبر جمال بن عبد السلام من جهته أن ''الأحزاب صدقت الكذاب وأوصلته إلى باب الدار''، وقال ''السلطة تتعاون مع الناتو وتسترضيه''. ووزعت هذه الأحزاب مقاعد البرلمان الشعبي حسب المقاعد التي تعتقد فوزها بها، حيث منح لحزب العدل والبيان 31 مقعدا ولحزب الطبيعة والنمو 18 مقعدا، إضافة إلى توزيع باقي المقاعد على الأحزاب بحسب ما ترى أنه حق لها، وغاب عن اللقاء أغلبية النواب الذين تم انتخابهم في المجلس الشعبي الوطني، بعضهم لانشغالهم بجلسة إثبات العضوية، والبعض الآخر لعدم التزامهم التنظيمي مع أحزابهم المنخرطة في ''جبهة حماية الديمقراطية''.