عبّر رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، الجنرال النرويجي روبرت مود، أمس، عن بالغ ''استيائه'' من استمرار أعمال العنف، على إثر اكتشاف أكثر من عشرة أشخاص مقتولين ومكبلي الأيدي في منطقة دير الزور. في الأثناء تواصلت سلسلة طرد سفراء سوريا، حيث أعلنت كل من تركيا واليابان منح مهلة ثلاثة أيام للطاقم الدبلوماسي السوري لترك أراضيهما، مع العلم أن مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، سيجتمع اليوم لتحديد موقف دولي موحد حيال مذبحة ''الحولة'' التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص. جدد المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، من الأردن دعوته لكل من السلطات السورية والمعارضة إلى ضرورة التجاوب مع خطته للخروج من النفق، مطالبا بضرورة ''تحرك الرئيس السوري فورا لوقف أعمال العنف واتخاذ خطوات جريئة''. من جهته، قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إن ''حل التدخل العسكري ليس مستبعدا''. فيما أعلنت أستراليا أنها مستعدة لإجراء مشاورات حول التدخل العسكري، وهو نفس ما ذهب إليه وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه رايندرز، الذي قال إن ''المجتمع الدولي لن يحصل على شيء من الرئيس السوري بشار الأسد، من دون تواجد عسكري في هذا البلد''. وقد أجمعت تصريحات مسؤولي هذه الدول على أن أي تدخل لن يكون دون شرعية دولية تتجسد في موافقة مجلس الأمن على هذا التدخل. وقد صرح الرئيس الفرنسي أنه سيعمل على إقناع الرئيس الروسي، خلال زيارته المرتقبة غدا إلى باريس، لتوحيد الموقف الدولي ضد النظام السوري. وفيما رأت الإدارة الأمريكية أنه من الصعب الحصول على الضوء الأخضر من مجلس الأمن في ظل الموقف الروسي والصيني، كشفت صحيفة ''نيويورك تايمز'' أن إدارة باراك أوباما تعمل على التوصل إلى صيغة توافقية مع روسيا والصين للخروج من الأزمة بتنحي الرئيس الأسد مقابل منحه الحصانة. في المقابل، اعتبرت الخارجية الروسية، على لسان نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف، أن موسكو ''ترى أنه من السابق لأوانه القيام بأي تحرك جديد في مجلس الأمن ضد النظام السوري''، فيما علقت الخارجية الروسية على تصريحات الرئيس الفرنسي على أنها ''تصريحات نابعة من العاطفة على إثر مذبحة الحولة''. مع الإشارة إلى أن النائب الثاني لوزير خارجية روسيا، أندراي دنيسوف، قال إنه على فرنسا، وكل الدول الداعية إلى تدخل عسكري، أن تطرح سؤال: ''ماذا بعد ذلك؟''، في إشارة إلى احتمال تدهور الأوضاع في سوريا عقب سقوط النظام الحالي. ميدانيا، أفادت تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات متواصلة في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، منها ما بلغ محيط العاصمة دمشق، مع تأكيد سقوط ضحايا من الجانبين، في إشارة إلى عناصر من الجماعات المسلحة المعارضة وقوات الجيش النظامي السوري.